الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

[قبض القادر بالله على أبي الحسن علي بن عبد العزيز ]

فمن الحوادث فيها : أن القادر بالله قبض على أبي الحسن علي بن عبد العزيز في يوم السبت لليلة بقيت من رمضان ، وقلد كتابته أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك فأقام على خدمته نيفا وسبعين يوما ، ثم صرفه وأعاد أبا الحسن .

وفى يوم الخميس خامس عشر ذي الحجة وافى برد شديد ، وجمد الماء منه جمودا ثخينا لم يعهد مثله ، حتى جمدت جوب الحمامات ، وبول الدواب والخيل والنبيذ .

[جلس القادر بالله للرسولين الواردين من أبي طالب رستم بن فخر الدولة ]

وفي هذه السنة : جلس القادر بالله للرسولين الواردين من أبي طالب رستم بن فخر الدولة ، وأبي النجم بدر بن حسنويه وكني أبا طالب ولقبه مجد الدولة وكهف الأمة ، وكني أبا النجم ولقبه نصر الدولة ، وعهد لأبي طالب على الري وأعمالها ، وعقد له لواء ، وحمل إليه الخلع السلطانية الكاملة ، وعهد لبدر على أعماله ، وتصرف بالجبل ، وعقد له لواء وحمل إليه الخلع الجميلة ، وذلك بسؤال بهاء الدولة كتابه . [ ص: 9 ]

فأما مجد الدولة فإنه لبس الخلع وتلقب ، وأما بدر الدولة فقد كان سأل أن يلقب بناصر الدولة ، فلما عدل به عنه توقف عن اللقب ، ثم أجيب فيما بعد سؤاله ، فلقب بناصر [الدين ] والدولة .

وفي هذه السنة : هرب عبد الله بن جعفر المعروف بابن الوثاب من الاعتقال ، وكان منتسبا إلى الطائع ، فلما قبض على الطائع وخلع هرب هذا وتنقل في البلاد ، وصار إلى البطيحة ، وأقام عند مهذب الدولة ، ثم خرج وتنقل ، فنفذ القادر من أحضره مقبوضا عليه وحبس ثم هرب ، فمضى إلى كيلان وادعى أنه هو الطائع لله ، وذكر لهم علامات عرفها بحكم أنسه بدار الخلافة ، فقبلوه وعظموه وزوجه محمد بن العباس أحد أمرائهم ابنته وشد منه ، وأقام له الدعوة في بلده ، وأطاعه أهل نواح أخر ، وأدوا إليه العشر الذي يؤدونه إلى من يتولى أمر دينهم ، ثم ورد قوم منهم إلى بغداد ، فانكشف لهم حاله فانصرف عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية