الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ومثل الذين [ ص: 129 ] كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع قال : كمثل البقر والحمار والشاة، وإن قلت لبعضهم كلاما لم يعلم ما تقول، غير أنه يسمع صوتك، وكذلك الكافر، إن أمرته بخير، أو نهيته عن شر، أو وعظته، لم يعقل ما تقول، غير أنه يسمع صوتك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : كمثل الذي ينعق بما لا يسمع قال : هو مثل الشاة ونحوها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في الآية قال : مثل الدابة تنادى فتسمع ولا تعقل ما يقال لها، كذلك الكافر يسمع الصوت ولا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي، عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : كمثل الذي ينعق بما لا يسمع قال : شبه الله أصوات المنافقين والكفار بأصوات البهم، أي : بأنهم لا يعقلون . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                                      هضيم الكشح لم تغمز ببؤسى ولم تنعق بناحية الرباق

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 130 ] وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد في قوله : كمثل الذي ينعق قال : الراعي، بما لا يسمع قال : البهائم، إلا دعاء ونداء قال : كمثل البعير والشاة، يسمع الصوت ولا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج وكيع ، عن عكرمة في قوله : ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء قال : مثل الكافر مثل البهيمة، يسمع الصوت ولا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن جريج قال : قال لي عطاء في هذه الآية : هم اليهود الذين أنزل الله فيهم : إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب إلى قوله : فما أصبرهم على النار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية