الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حلا ]

                                                          حلا : الحلو : نقيض المر ، والحلاوة ضد المرارة ، والحلو كل ما في طعمه حلاوة ، وقد حلي وحلا وحلو حلاوة وحلوا وحلوانا واحلولى ، وهذا البناء للمبالغة في الأمر . ابن بري : حكى قول الجوهري ، واحلولى مثله ; وقال : قال قيس بن الخطيم :


                                                          أمر على الباغي ويغلظ جانبي وذو القصد أحلولي له وألين



                                                          وحلي الشيء واستحلاه وتحلاه واحلولاه ; قال ذو الرمة :


                                                          فلما تحلى قرعها القاع سمعه     وبان له ، وسط الأشاء ، انغلالها



                                                          يعني أن الصائد في القترة إذا سمع وطء الحمير فعلم أنه وطؤها فرح به وتحلى سمعه ذلك ; وجعل حميد بن ثور احلولى متعديا فقال :


                                                          فلما أتى عامان بعد انفصاله     عن الضرع ، واحلولى دثارا يرودها



                                                          ولم يجئ افعوعل متعديا إلا هذا الحرف وحرف آخر وهو اعروريت الفرس . الليث : قد احلوليت الشيء أحلوليه احليلاء إذا استحليته ، وقول حلي يحلولي في الفم ; قال كثير عزة :


                                                          نجد لك القول الحلي ، ونمتطي     إليك بنات الصيعري وشدقم



                                                          وحلي بقلبي وعيني يحلى وحلا يحلو حلاوة وحلوانا إذا أعجبك ، وهو من المقلوب ، والمعنى يحلى بالعين ، وفصل بعضهم بينهما فقال : حلا الشيء في فمي ، بالفتح ، يحلو حلاوة وحلي بعيني ، بالكسر ، إلا أنهم يقولون : هو حلو في المعنيين ; وقال قوم من أهل اللغة : ليس حلي من حلا في شيء ، هذه لغة على حدتها كأنها مشتقة من الحلي الملبوس لأنه حسن في عينك كحسن الحلي ، وهذا ليس بقوي ولا مرضي . الليث : وقال بعضهم : حلا في عيني وحلا في فمي وهو يحلو حلوا ، وحلي بصدري فهو يحلى حلوانا . الأصمعي : حلي في صدري يحلى وحلا في فمي يحلو ، وحليت العيش أحلاه أي استحليته ، وحليت الشيء في عين صاحبه ، وحليت الطعام : جعلته حلوا ، وحليت بهذا المكان . ويقال : ما حليت منه حليا أي ما أصبت . وحلي منه بخير وحلا : أصاب منه خيرا . قال ابن بري : وقولهم لم يحل بطائل أي لم يظفر ولم يستفد منها كبير فائدة ، لا يتكلم به إلا مع الجحد ، وما حليت بطائل لا يستعمل إلا في النفي ، وهو من معنى الحلي والحلية ، وهما من الياء لأن النفس تعتد الحلية ظفرا ، وليس هو من حلي بعيني بدليل قولهم حلي بعيني حلاوة ، فهذا من الواو والأول من الياء لا غير . وحلى الشيء وحلاه ، كلاهما : جعله ذا حلاوة ، همزوه على غير قياس . الليث : تقول حليت السويق ، قال : ومن العرب من همزه فقال حلأت السويق ، قال : وهذا منهم غلط . قال الأزهري : قال الفراء توهمت العرب فيه الهمز لما رأوا قوله : حلأته عن الماء أي منعته مهموزا . الجوهري : أحليت الشيء جعلته حلوا وأحليته أيضا وجدته حلوا ; وأنشد ابن بري لعمرو بن الهذيل العبدي :


                                                          ونحن أقمنا أمر بكر بن وائل     وأنت بثأج لا تمر ولا تحلي



                                                          قلت : وهذا فيه نظر ، ويشبه أن يكون هذا البيت شاهدا على قوله لا يمر ولا يحلي أي ما يتكلم بحلو ولا مر . وحاليته أي طايبته ; قال المرار الفقعسي :


                                                          فإني ، إذا حوليت ، حلو مذاقتي     ومر ، إذا ما رام ذو إحنة هضمي



                                                          والحلو من الرجال : الذي يستخفه الناس ويستحلونه وتستحليه العين ; أنشد اللحياني :


                                                          وإني لحلو تعتريني مرارة     وإني لصعب الرأس غير ذلول



                                                          والجمع حلوون ولا يكسر ، والأنثى حلوة والجمع حلوات ولا يكسر أيضا . ويقال : حلت الجارية بعيني وفي عيني تحلو حلاوة . واستحلاه : من الحلاوة كما يقال استجاده من الجودة . الأزهري عن اللحياني : احلولت الجارية تحلولي إذا استحليت واحلولاها الرجل ; وأنشد :

                                                          [ ص: 213 ]

                                                          فلو كنت تعطي حين تسأل سامحت     لك النفس ، واحلولاك كل خليل



                                                          ويقال : أحليت هذا المكان واستحليته وحليت به بمعنى واحد . ابن الأعرابي : احلولى الرجل إذا حسن خلقه ، واحلولى إذا خرج من بلد إلى بلد . وحلوة : فرس عبيد بن معاوية . وحكى ابن الأعرابي : رجل حلو ، على مثال عدو ، حلو ، ولم يحكها يعقوب في الأشياء التي زعم أنه حصرها كحسو وفسو . والحلو الحلال : الرجل الذي لا ريبة فيه ، على المثل ، لأن ذلك يستحلى منه ; قال :


                                                          ألا ذهب الحلو الحلال الحلاحل     ومن قوله حكم وعدل ونائل



                                                          والحلواء : كل ما عولج بحلو من الطعام ، يمد ويقصر ويؤنث لا غير . التهذيب : الحلواء اسم لما كان من الطعام إذا كان معالجا بحلاوة . ابن بري : يحكى أن ابن شبرمة عاتبه ابنه على إتيان السلطان فقال : يا بني ، إن أباك أكل من حلوائهم فحط في أهوائهم . الجوهري : الحلواء التي تؤكل ، تمد وتقصر ; قال الكميت :


                                                          من ريب دهر أرى حوادثه     تعتز ، حلواءها ، شدائدها



                                                          والحلواء أيضا : الفاكهة الحلوة . التهذيب : وقال بعضهم : يقال للفاكهة حلواء . ويقال : حلوت الفاكهة تحلو حلاوة . قال ابن سيده : وناقة حلية علية في الحلاوة ; عن اللحياني ، هذا نص قوله ، وأصلها حلوة . وما يمر ولا يحلي وما أمر ولا أحلى أي ما يتكلم بحلو ولا مر ولا يفعل فعلا حلوا ولا مرا ، فإن نفيت عنه أنه يكون مرا مرة وحلوا أخرى قلت : ما يمر ولا يحلو ، وهذا الفرق عن ابن الأعرابي . والحلوى : نقيض المرى ، يقال : خذ الحلوى وأعطه المرى . قالت امرأة في بناتها : صغراها مراها . وتحالت المرأة إذا أظهرت حلاوة وعجبا ; قال أبو ذؤيب :


                                                          فشأنكما ، إني أمين وإنني     إذا ما تحالى مثلها ، لا أطورها



                                                          وحلا الرجل الشيء يحلوه : أعطاه إياه ; قال أوس ابن حجر :


                                                          كأني حلوت الشعر ، يوم مدحته     صفا صخرة صماء يبس بلالها



                                                          فجعل الشعر حلوانا مثل العطاء . والحلوان : أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه ، وهذا عار عند العرب ; قالت امرأة في زوجها :


                                                          لا يأخذ الحلوان من بناتنا



                                                          ويقال : احتلى فلان لنفقة امرأته ومهرها ، وهو أن يتمحل لها ويحتال ، أخذ من الحلوان . يقال : احتل فتزوج ، بكسر اللام ، وابتسل من البسلة ، وهو أجر الراقي . الجوهري : حلوت فلانا على كذا مالا فأنا أحلوه حلوا وحلوانا إذا وهبت له شيئا على شيء يفعله لك غير الأجرة ; قال علقمة ابن عبدة :


                                                          ألا رجل أحلوه رحلي وناقتي     يبلغ عني الشعر ، إذ مات قائله ؟



                                                          أي : ألا هاهنا رجل أحلوه رحلي وناقتي ، ويروى ألا رجل ، بالخفض ، على تأويل أما من رجل ; قال ابن بري : وهذا البيت يروى لضابئ البرجمي . وحلا الرجل حلوا وحلوانا : وذلك أن يزوجه ابنته أو أخته أو امرأة ما بمهر مسمى ، على أن يجعل له من المهر شيئا مسمى ، وكانت العرب تعير به . وحلوان المرأة : مهرها ، وقيل : هو ما كانت تعطى على متعتها بمكة . والحلوان أيضا : أجرة الكاهن . وفي الحديث : " ( أنه نهى عن حلوان الكاهن ) " . قال الأصمعي : الحلوان ما يعطاه الكاهن ويجعل له على كهانته ، تقول منه : حلوته أحلوه حلوانا إذا حبوته . وقال اللحياني : الحلوان أجرة الدلال خاصة . والحلوان : ما أعطيت من رشوة ونحوها . ولأحلونك حلوانك أي : لأجزينك جزاءك ; عن ابن الأعرابي . والحلوان : مصدر كالغفران ، ونونه زائدة وأصله من الحلا . والحلوان : الرشوة . يقال : حلوت أي : رشوت ; وأنشد بيت علقمة :


                                                          فمن راكب أحلوه رحلا وناقة     يبلغ عني الشعر ، إذ مات قائله ؟



                                                          وحلاوة القفا وحلاوته وحلاواؤه وحلاواه وحلاءته ; الأخيرة عن اللحياني : وسطه ، والجمع حلاوى . الأزهري : حلاوة القفا حاق وسط القفا ، يقال : ضربه على حلاوة القفا أي : على وسط القفا . وحلاوة القفا : فأسه . وروى أبو عبيد عن الكسائي : سقط على حلاوة القفا وحلاواء القفا ، وحلاوة القفا تجوز وليست بمعروفة . قال الجوهري : ووقع على حلاوة القفا ، بالضم ، أي : على وسط القفا ، وكذلك على حلاوى وحلاواء القفا ، إذا فتحت مددت وإذا ضممت قصرت . وفي حديث المبعث " ( فسلقني لحلاوة القفا ) " . أي : أضجعني على وسط القفا لم يمل بي إلى أحد الجانبين ، قال : وتضم حاؤه وتفتح وتكسر ; ومنه حديث موسى والخضر ، عليهما السلام : ( وهو نائم على حلاوة قفاه ) . والحلو : حف صغير ينسج به ; وشبه الشماخ لسان الحمار به فقال :


                                                          قويرح أعوام كأن لسانه     إذا صاح ، حلو زل عن ظهر منسج



                                                          ويقال : هي الخشبة التي يديرها الحائك . وأرض حلاوة : تنبت ذكور البقل . والحلاوى من الجنبة : شجرة تدوم خضرتها ، وقيل : هي شجرة صغيرة ذات شوك . والحلاوى : نبتة زهرتها صفراء ولها شوك كثير وورق صغار مستدير مثل ورق السذاب ، والجمع حلاويات ، وقيل : الجمع كالواحد . التهذيب : الحلاوى ضرب من النبات يكون بالبادية ، والواحدة حلاوية على تقدير رباعية . قال الأزهري : لا أعرف الحلاوى ولا الحلاوية ، والذي عرفته الحلاوى ، بضم الحاء ، على فعالى ، وروى أبو عبيد عن الأصمعي في باب فعالى خزامى ورخامى وحلاوى كلهن نبت ، قال : وهذا هو الصحيح . و حلوان : اسم بلد ; وأنشد ابن بري لقيس الرقيات :


                                                          سقيا لحلوان ذي الكروم     وما صنف من تينه ومن عنبه



                                                          [ ص: 214 ] وقال مطيع بن إياس :


                                                          أسعداني يا نخلتي حلوان     وابكيا لي من ريب هذا الزمان



                                                          وحلوان : كورة ; قال الأزهري : هما قريتان إحداهما حلوان العراق والأخرى حلوان الشام . ابن سيده : والحلاوة ما يحك بين حجرين فيكتحل به ، قال : ولست من هذه الكلمة على ثقة لقولهم الحلو في هذا المعنى . وقولهم : حلأته أي كحلته . والحلي : ما تزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة ; قال :


                                                          كأنها من حسن وشاره     والحلي حلي التبر والحجاره
                                                          مدفع ميثاء إلى قراره



                                                          والجمع حلي ; قال الفارسي : وقد يجوز أن يكون الحلي جمعا ، وتكون الواحدة حلية كشرية وشري وهدية وهدي . والحلية : كالحلي ، والجمع حلى وحلى . الليث : الحلي كل حلية حليت بها امرأة أو سيفا ونحوه ، والجمع حلي . قال الله - عز وجل : من حليهم عجلا جسدا له خوار . الجوهري : الحلي حلي المرأة ، وجمعه حلي مثل ثدي وثدي ، وهو فعول ، وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصي ، وقرئ : من حليهم عجلا جسدا بالضم والكسر . وحليت المرأة أحليها حليا وحلوتها إذا جعلت لها حليا . الجوهري : حلية السيف جمعها حلى مثل لحية ولحى ، وربما ضم . وفي الحديث : " أنه جاءه رجل وعليه خاتم من حديد فقال : ما لي أرى عليك حلية أهل النار ؟ " هو اسم لكل ما يتزين به من مصاغ الذهب والفضة ، وإنما جعلها حلية لأهل النار لأن الحديد زي بعض الكفار وهم أهل النار وقيل : إنما كرهه لأجل نتنه وزهوكته ، وقال : في خاتم الشبه ريح الأصنام ، لأن الأصنام كانت تتخذ من الشبه . وقال بعضهم : يقال حلية السيف وحليه ، وكره آخرون حلي السيف ، وقالوا : هي حليته ; قال الأغلب العجلي :


                                                          جارية من قيس بن ثعلبه     بيضاء ذات سرة مقببه
                                                          كأنها حلية سيف مذهبه



                                                          وحكى أبو علي حلاة في حلية ، وهذا في المؤنث كشبه وشبه في المذكر . وقوله - تعالى - : ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها جاز أن يخبر عنهما بذلك لاختلاطهما ، وإلا فالحلية إنما تستخرج من الملح دون العذب . وحليت المرأة حليا وهي حال وحالية : استفادت حليا أو لبسته ، وحليت : صارت ذات حلي ، ونسوة حوال . وتحلت : لبست حليا أو اتخذت . وحلاها : ألبسها حليا أو اتخذه لها ، ومنه سيف محلى . وتحلى بالحلي أي تزين ، وقال : ولغة حليت المرأة إذا لبسته ; وأنشد :


                                                          وحلي الشوى منها ، إذا حليت به     على قصبات لا شخات ولا عصل



                                                          قال : وإنما يقال الحلي للمرأة وما سواها فلا يقال إلا حلية للسيف ونحوه . ويقال : امرأة حالية ومتحلية . وحليت الرجل : وصفت حليته . وقوله تعالى : يحلون فيها من أساور من ذهب عداه إلى مفعولين لأنه في معنى يلبسون . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : كان يحلينا رعاثا من ذهب ولؤلؤ ، وحلى السيف كذلك . ويقال للشجرة إذا أورقت وأثمرت : حالية ، فإذا تناثر ورقها قيل : تعطلت ; قال ذو الرمة :


                                                          وهاجت بقايا القلقلان ، وعطلت     حواليه هوج الرياح الحواصد



                                                          أي أيبستها الرياح فتناثرت . وفي حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه : كان يتوضأ إلى نصف ساقيه ويقول : إن الحلية تبلغ إلى مواضع الوضوء ; قال ابن الأثير : أراد بالحلية هاهنا التحجيل يوم القيامة من أثر الوضوء من قوله ، صلى الله عليه وسلم : ( غر محجلون ) . ابن سيده في معتل الياء : وحلي في عيني وصدري قيل ليس من الحلاوة ، إنما هي مشتقة من الحلي الملبوس لأنه حسن في عينك كحسن الحلي ، وحكى ابن الأعرابي : حليته العين ; وأنشد :


                                                          كحلاء تحلاها العيون النظر



                                                          التهذيب : اللحياني حليت المرأة بعيني وفي عيني وبقلبي وفي قلبي وهي تحلى حلاوة ، وقال أيضا : حلت تحلو حلاوة . الجوهري : ويقال حلي فلان بعيني ، بالكسر ، وفي عيني وبصدري وفي صدري يحلى حلاوة إذا أعجبك ; قال الراجز :


                                                          إن سراجا لكريم مفخره     تحلى به العين إذا ما تجهره



                                                          قال : وهذا شيء من المقلوب ، والمعنى يحلى بالعين . وفي حديث علي ، عليه السلام : لكنهم حليت الدنيا في أعينهم . يقال : حلي الشيء بعيني يحلى إذا استحسنته ، وحلا بفمي يحلو . والحلية : الخلقة . والحلية : الصفة والصورة . والتحلية : الوصف . وتحلاه : عرف صفته . والحلية : تحليتك وجه الرجل إذا وصفته . ابن سيده : والحلى بثر يخرج بأفواه الصبيان ; عن كراع ، قال : وإنما قضينا بأن لامه ياء لما تقدم من أن اللام ياء أكثر منها واوا . والحلي : ما ابيض من يبيس السبط والنصي ، واحدته حلية ; قال :


                                                          لما رأت حليلتي عينيه     ولمتي كأنها حليه
                                                          تقول هذي قرة عليه



                                                          التهذيب : والحلي نبات بعينه ، وهو من خير مراتع أهل البادية للنعم والخيل ، وإذا ظهرت ثمرته أشبه الزرع إذا أسبل ; وقال الليث : هو كل نبت يشبه نبات الزرع ، قال الأزهري : هذا خطأ إنما الحلي اسم نبت بعينه ولا يشبهه شيء من الكلأ . الجوهري : الحلي على فعيل يبيس النصي ، والجمع أحلية ; قال ابن بري : ومنه قول الراجز :


                                                          نحن منعنا منبت النصي     ومنبت الضمران والحلي



                                                          وقد يعبر بالحلي عن اليابس كقوله :


                                                          وإن عندي ، إن ركبت مسحلي [ ص: 215 ]     سم ذراريح رطاب وحلي



                                                          وفي حديث قس : وحلي وأقاح ; هو يبيس النصي من الكلأ ، والجمع أحلية . وحلية : موضع ; قال الشنفرى :


                                                          بريحانة من بطن حلية نورت     لها أرج ، ما حولها غير مسنت



                                                          وقال بعض نساء أزد ميدعان :


                                                          لو بين أبيات بحلية ما     ألهاهم ، عن نصرك ، الجزر



                                                          وحلية : موضع ; قال أمية بن أبي عائذ الهذلي :


                                                          أو مغزل بالخل ، أو بحلية     تقرو السلام بشادن مخماص



                                                          قال ابن جني : تحتمل حلية الحرفين جميعا ، يعني الواو والياء ، ولا أبعد أن يكون تحقير حلية ، ويجوز أن تكون همزة مخففة من لفظ حلأت الأديم كما تقول في تخفيف الحطيئة الحطية . وإحلياء : موضع ; قال الشماخ :


                                                          فأيقنت أن ذا هاش منيتها     وأن شرقي إحلياء مشغول



                                                          الجوهري حلية ، بالفتح ، مأسدة بناحية اليمن ; قال يصف أسدا :


                                                          كأنهم يخشون منك مدربا     بحلية مشبوح الذراعين مهزعا



                                                          الأزهري : يقال للبعير إذا زجرته حوب وحوب وحوب ، وللناقة حل جزم وحلي جزم لا حليت وحل ، قال : وقال أبو الهيثم : يقال في زجر الناقة حل حل ، قال : فإذا أدخلت في الزجر ألفا ولاما جرى بما يصيبه من الإعراب كقوله :


                                                          والحوب لما لم يقل والحل



                                                          فرفعه بالفعل الذي لم يسم فاعله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية