الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ؛ "الذين"؛ في موضع جر؛ المعنى: "أذن للذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله"؛ "أن"؛ في موضع جر؛ المعنى: "أخرجوا بلا حق؛ إلا بقولهم ربنا الله"؛ أي: لم يخرجوا إلا بأن وحدوا الله؛ فأخرجتهم عبدة الأوثان لتوحيدهم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع ؛ المعنى: "ولولا أن دفع الله بعض الناس ببعض لهدمت صوامع"؛ وتقرأ: "لهدمت"؛ وهي صوامع الرهبان؛ وبيع وصلوات ومساجد ؛ و"البيع": بيع النصارى؛ و"الصلوات": كنائس اليهود؛ وهي بالعبرانية "صلوتا"؛ [ ص: 431 ] وقرئت: "صلاة ومساجد"؛ وقيل: إنها موضع صلوات الصابئين؛ وتأويل هذا: "لولا أن الله - عز وجل - دفع بعض الناس ببعض لهدم في شريعة كل نبي المكان الذي كان يصلي فيه؛ فكان لولا الدفع لهدم في زمن موسى - عليه السلام - الكنائس التي كان يصلي فيها في شريعته؛ وفي زمن عيسى الصوامع والبيع؛ وفي زمن محمد - صلى الله عليه وسلم - المساجد.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولينصرن الله من ينصره ؛ أي: من أقام شريعة من شرائعه؛ نصر على إقامة ذلك؛ إلا أنه لا يقام في شريعة نبي إلا ما أتى به ذلك النبي؛ وينتهى عما نهى عنه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية