الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون

                                                                                                                                                                                                                                        ( وإن يكن لهم الحق ) أي الحكم لا عليهم . ( يأتوا إليه مذعنين ) منقادين لعلمهم بأنه يحكم لهم ، و [ ص: 112 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( إليه ) صلة لـ ( يأتوا ) أو لـ ( مذعنين ) وتقديمه للاختصاص .

                                                                                                                                                                                                                                        ( أفي قلوبهم مرض ) كفر أو ميل إلى الظلم . ( أم ارتابوا ) بأن رأوا منك تهمة فزال يقينهم وثقتهم بك .

                                                                                                                                                                                                                                        ( أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ) في الحكومة . ( بل أولئك هم الظالمون ) إضراب عن القسمين الأخيرين لتحقيق القسم الأول ، ووجه التقسيم أن امتناعهم إما لخلل فيهم أو في الحاكم ، والثاني إما أن يكون محققا عندهم أو متوقعا وكلاهما باطل ، لأن منصب نبوته وفرط أمانته صلى الله عليه وسلم يمنعه فتعين الأول وظلمهم يعم خلل عقيدتهم وميل نفوسهم إلى الحيف والفصل لنفي ذلك عن غيرهم سيما المدعو إلى حكمه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية