الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2348 ) فصل : إذا قتل المحرم الصيد ، ثم أكله ، ضمنه للقتل دون الأكل . وبه قال مالك ، والشافعي . وقال عطاء ، وأبو حنيفة : يضمنه للأكل أيضا ; لأنه أكل من صيد محرم عليه ، فيضمنه ، كما لو أكل مما صيد لأجله .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه صيد مضمون بالجزاء ، فلم يضمن ثانيا ، كما لو أتلفه بغير الأكل ، وكصيد الحرم إذا قتله الحلال وأكله ، وكذلك إن قتله محرم آخر ، ثم أكل هذا منه ، لم يجب عليه الجزاء ; لما ذكرنا . ولأن تحريمه لكونه ميتة ، والميتة لا تضمن بالجزاء . وكذلك إن حرم عليه أكله للدلالة عليه ، والإعانة عليه ، فأكل منه ، لم يضمن ; لأنه صيد مضمون بالجزاء مرة ، فلا يجب به جزاء ثان ، كما لو أتلفه .

                                                                                                                                            وإن أكل مما صيد لأجله ، ضمنه . وهو قول مالك . وقاله الشافعي في القديم . وقال في الجديد : لا جزاء عليه ; لأنه أكل للصيد ، فلم يجب به الجزاء ، كما لو قتله ثم أكله .

                                                                                                                                            ولنا ، إنه إتلاف ممنوع منه لحرمة الإحرام ، فتعلق به الضمان ، كالقتل . أما إذا قتله ، ثم أكله ، لا يحرم للإتلاف ، إنما حرم لكونه ميتة . إذا ثبت هذا فإنه يضمنه بمثله من اللحم ; لأن أصله مضمون بمثله من النعم ، فكذلك أبعاضه تضمن بمثلها ، بخلاف حيوان الآدمي ، فإنه يضمنه بقيمته ، فكذلك أبعاضه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية