الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وأكد سبحانه النهي عن نقض العهد مهما يكن الثمن، فقال تعالى:

                                                          ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون .

                                                          عهد الله تعالى هو عهده سبحانه الذي أمر بالوفاء به في قوله: وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم فكل عهد تعاهد المؤمن أو دولة الإيمان عليه، هو عهد الله تعالى لا يصح أن ينقض؛ لأنه يؤدي إلى الخذلان وإلى الصد عن سبيل الله سبحانه، وتشتروا هنا معناها تبيعوا؛ لأن الباء داخلة على المتروك، وقوله تعالى: ثمنا قليلا قد وصف سبحانه ما يترك لأجله العهد بأنه ثمن قليل مهما يكن مقداره؛ لأن ما يضيع بسبب ترك العهد من فقد الثقة والشك في العهود والمواثيق أمر كبير لا يقدر بقدر؛ لأنه يكون الوهن والخزي والضياع، وقد ضربنا الأمثال على [ ص: 4262 ] ذلك كثيرا، وفوق ذلك عذاب الله تعالى يوم القيامة وجزاؤه على الوفاء في الدنيا والآخرة فقال تعالى: إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون

                                                          ( ما) اسم موصول بمعنى الذي، أي أن الذي ادخره الله في الدنيا والآخرة خير لكم، ففي الدنيا تكون عزة الحق، وقوة الوفاء وهو في ذاته قوة، وخصوصا إذا كان العقد مع الضعفاء، وفي الآخرة نعيم مقيم.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية