الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم أعلم أنهم لا يتوبون؛ فقال: ولا يزال الذين كفروا في مرية منه ؛ أي: في شك منه؛ حتى تأتيهم الساعة بغتة ؛ أي: مفاجأة؛ أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ؛ أصل "العقم"؛ العقم في الولادة؛ يقال: "هذه امرأة عقيم"؛ كما قال الله - عز وجل -: وقالت عجوز عقيم ؛ وكذلك: "رجل عقيم"؛ إذا كان لا يلد؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        عقيم النساء فلا يلدن شبيهه إن النساء بمثله لعقيم



                                                                                                                                                                                                                                        و"الريح العقيم": التي لا تأتي بسحاب يمطر؛ وإنما تأتي بالعذاب؛ و"اليوم العقيم": الذي لا يأتي فيه خير؛ فيوم القيامة عقيم على الكفار؛ كما قال الله - عز وجل -: [ ص: 435 ] على الكافرين غير يسير ؛ وليس هو على المؤمنين الذين أدخلوا في رحمة الله كذلك؛ وأنشد بعض أهل اللغة في قوله: "تمنى"؛ في معنى "تلا"؛ قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        تمنى كتاب الله أول ليله     وآخره لاقى حمام المقادر



                                                                                                                                                                                                                                        أي: "تلا كتاب الله مترسلا فيه"؛ كما تلا داود الزبور مترسلا فيه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية