الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ( 135 ) )

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : ( من تكون له عاقبة الدار ) ، فسوف تعلمون ، أيها الكفرة بالله ، عند معاينتكم العذاب ، من الذي تكون له عاقبة الدار منا ومنكم . يقول : من الذي تعقبه دنياه ما هو خير له منها أو شر [ ص: 130 ] منها ، بما قدم فيها من صالح أعماله أو سيئها .

ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه فقال : ( إنه لا يفلح الظالمون ) ، يقول : إنه لا ينجح ولا يفوز بحاجته عند الله من عمل بخلاف ما أمره الله به من العمل في الدنيا وذلك معنى : " ظلم الظالم " ، في هذا الموضع .

وفي " من " التي في قوله : ( من تكون ) ، له وجهان من الإعراب :

الرفع على الابتداء .

والنصب بقوله : ( تعلمون ) ، ولإعمال " العلم " فيه .

والرفع فيه أجود ؛ لأن معناه : فسوف تعلمون أينا له عاقبة الدار ؟ فالابتداء في " من " ، أصح وأفصح من إعمال " العلم " فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية