الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله: وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون ؛ هذا قبل القتال؛ فإن قال قائل: فهم قد جادلوه فلم قيل: "فلا ينازعنك في الأمر"؛ وهم قد نازعوه؟ فالمعنى أنه نهي له - صلى الله عليه وسلم - عن منازعتهم؛ كما يقول: "لا يخاصمنك فلان في هذا أبدا"؛ وهذا جائز في الفعل الذي لا يكون إلا من اثنين؛ لأن المجادلة والمخاصمة لا تتم إلا باثنين.

                                                                                                                                                                                                                                        فإذا قلت: "لا يجادلنك فلان"؛ فهو بمنزلة "لا تجادلنه"؛ ولا يجوز هذا في قوله: "لا يضربنك فلان"؛ وأنت تريد لا تضربه؛ ولكن لو قلت: "لا يضاربنك فلان"؛ لكان كقولك: "لا تضاربن فلانا"؛ ويقرأ: " فلا ينزعنك في الأمر"؛ معناه: "لا يغلبنك في المنازعة فيه"؛ يقال: "نازعني فلان فنزعته"؛ و"عازني فعززته"؛ أنزعه؛ وأغلبه؛ المعنى: "فلا يغلبنك في الأمر".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية