الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حمط ]

                                                          حمط : حمط الشيء يحمطه حمطا : قشره ، وهذا فعل ممات . والحماطة : حرقة وخشونة يجدها الرجل في حلقه . وحماطة القلب سواده ; وأنشد ثعلب :


                                                          ليت الغراب ، رمى حماطة قلبه عمرو بأسهمه ، التي لم تلغب



                                                          وقولهم أصبت حماطة قلبه أي حبة قلبه . الأزهري : يقال إذا ضربت فأوجع ولا تحمط فإن التحميط ليس بشيء ; يقول : بالغ . والتحميط : أن يضرب الرجل فيقول ما أوجعني ضربه ; أي لم يبالغ . الأزهري : الحماط من ثمر اليمن معروف عندهم يؤكل ، قال : وهو يشبه التين ، قال : وقيل : إنه مثل فرسك الخوخ . ابن سيده : الحماط شجر التين الجبلي ; قال أبو حنيفة : أخبرني بعض الأعراب أنه في مثل نبات التين غير أنه أصغر ورقا وله تين كثير صغار من كل لون : أسود وأملح وأصفر ، وهو شديد الحلاوة يحرق الفم إذا كان رطبا ويعقره ، فإذا جف ذهب ذلك عنه ، وهو يدخر وله إذا جف متانة وعلوكة ، والإبل والغنم ترعاه وتأكل نبته ; وقال مرة : الحماط التين الجبلي . والحماط : شجر من نبات جبال السراة ، وقيل : هو الأفانى إذا يبس . قال أبو حنيفة : هو مثل الصليان إلا أنه خشن المس ، الواحدة منها حماطة . أبو عمرو : إذا يبس الأفانى فهو الحماط . قال الأزهري : الحماطة عند العرب هي الحلمة وهي من الجنبة ، وأما الأفانى فهو من [ ص: 226 ] العشب الذي يتناثر ، الجوهري : الحماط يبيس الأفانى تألفه الحيات . يقال : شيطان حماط كما يقال ذئب غضا وتيس حلب ; قال الراجز وقد شبه المرأة بحية له عرف :


                                                          عنجرد تحلف حين أحلف     كمثل شيطان الحماط أعرف



                                                          الواحدة حماطة . الأزهري : العرب تقول لجنس من الحيات شيطان الحماط ، وقيل : الحماطة بلغة هذيل شجر عظام تنبت في بلادهم تألفها الحيات ; وأنشد بعضهم :


                                                          كأمثال العصي من الحماط



                                                          والحماط : تبن الذرة خاصة ; عن أبي حنيفة . والحمطيط : نبت كالحماط ، وقيل : نبت ، وجمعه الحماطيط . قال الأزهري : لم أسمع الحمط بمعنى القشر لغير ابن دريد ، ولا الحمطيط في باب النبات لغير الليث . وحماطان : شجر ، وقيل : موضع ; قال :


                                                          يا دار سلمى بحماطان اسلمي



                                                          والحمطاط والحمطوط : دويبة في العشب منقوشة بألوان شتى ، وقيل : الحماطيط الحيات ; الأزهري : وأما قول المتلمس في تشبيهه وشي الحلل بالحماطيط :


                                                          كأنما لونها ، والصبح منقشع     قبل الغزالة ، ألوان الحماطيط



                                                          فإن أبا سعيد قال : الحماطيط جمع حمطيط ، وهي دودة تكون في البقل أيام الربيع مفصلة بحمرة يشبه بها تفصيل البنان بالحناء ، شبه المتلمس وشي الحلل بألوان الحماطيط . وحماط : موضع ذكره ذو الرمة في شعره :


                                                          فلما لحقنا بالحمول ، وقد علت     حماط وحرباء الضحى متشاوس



                                                          الأزهري عن ابن الأعرابي أنه ذكر عن كعب أنه قال : أسماء النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في الكتب السالفة محمد وأحمد والمتوكل والمختار وحمياطا ، ومعناه حامي الحرم ، وفارقليطا أي يفرق بين الحق والباطل ; قال ابن الأثير : قال أبو عمرو سألت بعض من أسلم من اليهود عن حمياطا ، فقال : معناه يحمي الحرم ويمنع من الحرام ويوطئ الحلال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية