الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف يتصل قوله : ولكنا أنشأنا قرونا بهذا الكلام ؟ ومن أي وجه يكون استدراكا له ؟ قلت : اتصاله به وكونه استدراكا له ، من حيث إن معناه : ولكنا أنشأنا بعد عهد الوحي إلى عهدك قرونا كثيرة "فتطاول" على آخرهم : وهو القرن الذي أنت فيهم "العمر" أي أمد انقطاع الوحي واندرست العلوم ، فوجب إرسالك إليهم ، فأرسلناك وكسيناك العلم بقصص الأنبياء وقصة موسى عليهم السلام ، كأنه قال : وما كنت شاهدا [ ص: 510 ] لموسى وما جرى عليه ، ولكنا أوحينا إليك . فذكر سبب الوحي الذي هو إطالة الفترة ؛ ودل به على المسبب على عادة الله عز وجل في اختصاراته ؛ فإذا هذا الاستدراك شبيه الاستدراكين بعده وما كنت ثاويا أي مقيما في أهل مدين وهم شعيب والمؤمنون به تتلو عليهم آياتنا تقرؤها عليهم تعلما منهم ، يريد : الآيات التي فيها قصة شعيب وقومه ، ولكنا أرسلناك وأخبرناك بها وعلمناكها .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية