الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2361 ) مسألة : قال : ( ولا ينظر في المرآة لإصلاح شيء ) يعني لا ينظر فيها لإزالة شعث ، أو تسوية شعر ، أو شيء من الزينة . قال أحمد : لا بأس أن ينظر في المرآة ، ولا يصلح شعثا ، ولا ينفض عنه غبارا .

                                                                                                                                            وقال أيضا : إذا كان يريد به زينة فلا . قيل : فكيف يريد زينة ؟ قال : يرى شعرة فيسويها . وروي نحو ذلك عن عطاء . والوجه في ذلك أنه قد روي في حديث : { إن المحرم الأشعث الأغبر } .

                                                                                                                                            وفي آخر : { إن الله يباهي بأهل عرفة ملائكته ، فيقول : يا ملائكتي ، انظروا إلى عبادي ، قد أتوني شعثا غبرا ضاحين } . أو كما جاء لفظ الحديث . فإن نظر فيها لحاجة ، كمداواة جرح ، أو إزالة شعر ينبت في عينه ، ونحو ذلك مما أباح الشرع له فعله ، فلا بأس ، ولا فدية عليه بالنظر في المرآة على كل حال ، وإنما ذلك أدب لا شيء على تاركه . لا نعلم أحدا أوجب في ذلك شيئا . وقد روي عن ابن عمر ، وعمر بن عبد العزيز ، أنهما كانا ينظران في المرآة ، وهما محرمان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية