الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه [81]

                                                                                                                                                                                                                                        أي لا تحملكم السعة والعافية أن تعصوا؛ لأن الطغيان: التجاوز إلى ما لا يجب. فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وأكثر الكوفيين يقرأ (يحلل) حكى أبو عبيدة وغيره أنه يقال: حل يحل إذا وجب وحل يحل إذا نزل. والمعنيان متقاربان إلا أن الكسر أولى لأنهم قد أجمعوا على قوله.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 53 ] { ويحل عليه عذاب مقيم } قال أبو إسحاق: "فقد هوى" فقد هلك صار إلى الهاوية وهي قعر النار.

                                                                                                                                                                                                                                        قال وكيع عن سفيان: كنا نسمع في قوله عز وجل : وإني لغفار لمن تاب [82]

                                                                                                                                                                                                                                        أي من الشرك وآمن أي بعد الشرك وعمل صالحا صلى وصام ثم اهتدى مات على ذلك. وهذا أحسن ما قيل في الآية، وقال الفراء: ثم اهتدى علم أن لذلك ثوابا وعليه عقابا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية