الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الخامسة عشرة

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون } .

                                                                                                                                                                                                              فيها مسألتان :

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 490 ] المسألة الأولى : لما صان الله بالقصاص في أهبها الدماء ، وعليها تسلط علم الأعداء ، شرع القسامة بالتهمة حسبما بيناه في سورة البقرة ، واعتبر فيها التهمة ، وقد حبس النبي صلى الله عليه وسلم فيها في الدماء والاعتداء ، ولا يكون ذلك في حقوق المعاملات .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية :

                                                                                                                                                                                                              اعتبر كثير من العلماء قتيل المحلة في القسامة ; وبه قال الشافعي لأجل طلب اليهود ، ولحديث سهل بن أبي حثمة في الصحيح : أن نفرا من قومه أتوا خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا ، فقالوا للذي وجد فيهم : قد قتلتم صاحبنا . قالوا : ما قتلناه ولا علمنا قاتله .

                                                                                                                                                                                                              وقال عمر حين قدع عبد الله بن عمر اليهود : أنتم عدونا وتهمتنا .

                                                                                                                                                                                                              وفي سنن أبي داود { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لليهود وبدأ بهم : أيحلف منكم خمسون رجلا . فأبوا ، فقال للأنصار : أتحلفون قالوا : نحلف على الغيب يا رسول الله . فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهود } ; لأنه وجد بين أظهرهم . وقد بيناه في مسائل الخلاف .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية