الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة عشر وأربعمائة

فمن الحوادث فيها :

أنه ورد إلى القادر بالله كتاب من يمين الدولة أبي القاسم محمود بن سبكتكين ، يذكر فيه ما افتتحه من بلاد الهند ووصل إليه من أموالهم وغنائمهم ، فقال فيه : إن كتاب العبد وصل من مستقره بغزنة للنصف من المحرم سنة عشر ، والدين في أيام سيدنا ومولانا [الأمير ] القادر بالله أمير المؤمنين مخصوص بمزيد الإظهار ، والشرك مقهور بجميع الأطراف والأقطار ، وانتدب العبد لتنفيذ أوامره العالية وتمهيد مراسمه السامية وتابع الوقائع على كفار السند والهند ، فرتب بنواحي غزنة العبد محمدا مع خمسة عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل وأنهض العبد مسعودا مع عشرة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل ، وشحن بلخ وطخرستان بأرسلان الحاجب مع اثني عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل ، وضبط ولاية خوارزم بالتونتاش الحاجب مع عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل ، وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة آلاف راجل لصحبة راية الإسلام وانضم إليه جماهير المطوعة . [ ص: 134 ]

وخرج العبد من غزنة يوم السبت الثالث عشر من جمادى الأولى سنة تسع بقلب منشرح لطلب الشهادة ونفس مشتاقة إلى درك الشهادة ، ففتح قلاعا وحصونا ، وأسلم زهاء عشرين ألفا من عباد الوثن ، وسلموا قدر ألف ألف درهم من المورق ، ووقع الاحتواء على ثلاثين فيلا ، وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفا ، ووافى العبد مدينة لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مشيد ، وألف بيت للأصنام ، ومبلغ ما في الصنم ثمانية وتسعون ألف مثقال وثلاثمائة مثقال ، وقلع من الأصنام الفضية زيادة على ألف صنم ، ولهم صنم معظم يؤرخون مدته لعظم جهالتهم بثلاثمائة ألف عام ، وقد بنوا حول تلك الأصنام زهاء عشرة آلاف بيت للأصنام المنصوبة ، واعتنى العبد بتخريب هذه المدينة اعتناء تاما ، وعمها المجاهدون بالإحراق ، فلم يبق منها إلا الرسوم ، وحين وجد الفراغ لاستيفاء الغنائم حصل منها عشرون ألف ألف درهم ، وأفرد خمس الرقيق فبلغ ثلاثة وخمسين [ألفا ] واستعرض ثلاثمائة وستة وخمسين فيلا .

وفي ربيع الأول : جلس القادر بالله وقرئ عهد الملك أبي الفوارس ، ولقب قوام الدولة ، وحملت إليه الخلع بولاية كرمان .

وتأخر الحاج الخراسانية من هذه السنة وتوقف الأمر من العراق .

وفي هذه السنة : مات الأصيفر المنتفقي الذي كان يخفر الحاج .

[نشوء ريح شديدة كالزلزلة ]

وفي يوم الأربعاء تاسع ذي الحجة : نشأت ريح شديدة كالزلزلة ، وورد معها رمل أحمر .

وفي هذه السنة : قبض على الوزير أبي القاسم ابن فسانجس وعلى إخوته . [ ص: 135 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية