الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: أيعدكم أنكم إذا متم ؛ و " متم " ؛ وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون ؛ وهذا جواب الملإ من قوم ثمود؛ فأما " أنكم " ؛ الأولى؛ فموضعها نصب؛ على معنى: " أيعدكم بأنكم إذا متم " ؛ وموضع " أن " ؛ الثانية؛ عند قوم؛ كموضع الأولى؛ وإنما ذكرت توكيدا؛ فالمعنى على هذا القول: " أيعدكم أنكم تخرجون إذا متم " ؛ فلما بعد ما بين " أن " ؛ الأولى؛ والثانية؛ بقوله: إذا متم وكنتم ترابا وعظاما ؛ أعيد ذكر " أن " ؛ كما قال - عز وجل -: ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم ؛ المعنى: " فله نار جهنم " ؛ هذا على مذهب سيبويه؛ وفيها قولان آخران؛ أجودهما أن تكون " أن " ؛ الثانية؛ وما عملت فيه؛ في موضع رفع؛ ويكون المعنى: " أيعدكم أنكم إخراجكم إذا متم " ؛ فيكون " أنكم مخرجون " ؛ في معنى: " إخراجكم " ؛ كأنه قيل: " أيعدكم أنكم إخراجكم وقت موتكم؛ وبعد موتكم " ؛ ويكون العامل في " إذا " ؛ " إخراجكم " ؛ على أن " إذا " ؛ ظرف؛ والمعنى: " أنكم يكون إخراجكم إذا متم " ؛ الثالث أن يكون " إذا " ؛ العامل فيها " متم " ؛ فيكون المعنى: " إنكم [ ص: 12 ] متى متم يقع إخراجكم " ؛ فيكون خبر " إن " ؛ مضمرا؛ والقولان الأولان جيدان؛ ويجوز: " أيعدكم أنكم إذا متم أنكم مخرجون " ؛ ولم يقرأ بها؛ فلا تقرأن بها؛ ويكون المعنى في " يعدكم " : " يقول لكم " ؛ ولكنها لا تجوز في القراءة؛ لأن القراءة سنة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية