الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وجعلنا ابن مريم وأمه آية ؛ ولم يقل: " آيتين " ؛ لأن المعنى فيهما آية واحدة؛ ولو قيل: " آيتين " ؛ لجاز؛ لأنهما قد كان في كل واحد منهما ما لم يكن في ذكر ولا أنثى؛ من أن مريم ولدت من غير فحل؛ ولأن عيسى روح من الله ألقاه إلى مريم؛ ولم يكن هذا في ولد قط؛ وقوله: وآويناهما إلى ربوة ؛ في " ربوة " ؛ ثلاث لغات: " ربوة " ؛ و " ربوة " ؛ و " ربوة " ؛ وفيها وجهان آخران: " رباوة " ؛ و " رباوة " ؛ وهو عند أهل اللغة: المكان المرتفع؛ وجاء في التفسير أنه يعني بـ " ربوة " ؛ هنا؛ بيت المقدس؛ وأنه كبد الأرض؛ وأنه أقرب الأرض إلى السماء؛ وقيل: يعني به دمشق؛ وقيل: فلسطين؛ والرحلة؛ وكل ذلك قد جاء في التفسير. وقوله - عز وجل -: ذات قرار ومعين ؛ [ ص: 15 ] أي: ذات مستقر؛ و " معين " ؛ ماء جار من العيون؛ وقال بعضهم: يجوز أن يكون " فعيل " ؛ من " المعن " ؛ مشتقا من " الماعون " ؛ وهذا بعيد؛ لأن " المعن " ؛ في اللغة: الشيء القليل؛ و " الماعون " ؛ هو الزكاة؛ وهو " فاعول " ؛ من " المعن " ؛ وإنما سميت الزكاة بالشيء القليل؛ لأنه يؤخذ من المال ربع عشره؛ فهو قليل من كثير؛ قال الراعي:


                                                                                                                                                                                                                                        قوم على التنزيل لما يمنعوا ... ماعونهم ويبدلوا التنزيلا



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية