الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم

                                                                                                                                                                                                في زينته قال الحسن : في الحمرة والصفرة . وقيل : خرج على بغلة شهباء عليها [ ص: 525 ] الأرجوان وعليها سرج من ذهب ، ومعه أربعة آلاف على زيه . وقيل : عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر ، وعن يمينه ثلاثمائة غلام ، وعن يساره ثلاثمائة جارية ، بيض عليهن الحلي والديباج . وقيل في تسعين ألفا عليهم المعصفرات ، وهو أول يوم رؤي فيه المعصفر : كان المتمنون قوما مسلمين وإنما تمنوه على سبيل الرغبة في اليسار والاستغناء كما هو عادة البشر . وعن قتادة : تمنوه ليتقربوا به إلى الله وينفقوه في سبل الخير . وقيل : كانوا قوما كفارا . الغابط : هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه . والحاسد : هو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه فمن الغبطة قوله تعالى : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ومن الحسد قوله : ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - : هل يضر الغبط ؟ فقال : "لا إلا كما يضر العضاه الخبط " ، والحظ : الجد ، وهو البخت والدولة : وصفوه بأنه رجل مجدود مبخوت ، يقال : فلان ذو حظ ، وحظيظ ، ومحظوظ ، وما الدنيا إلا أحاظ وجدود .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية