الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              647 - إبراهيم بن شيبان

              ومنهم القرميسيني إبراهيم بن شيبان ، أيد باليقين والإيقان ، وحفظ من التصنع والتزين بالعرفان ، كان من المتمسكين بالقرآن والبيان .

              سمعت أبا عبد الله بن دينار الدينوري ، بمكة يقول : سمعت إبراهيم بن شيبان يقول : المتعطل من لزم الرخص معتنقا للملاذ والملاهي ، وأخلى قلبه من الخوف والحذر ، لأن الخوف يدفع عن الشهوات ويقطع عن السلو والغفلات .

              سمعت أبا بكر بن أحمد الطرسوسي - بمكة - يقول : سمعت إبراهيم بن شيبان يقول : من أراد أن يكون معدودا في الأحرار ، مذكورا عند الأبرار ، فليخلص عبادة ربه ، فإن المتحقق في العبودية مسلم من الأغيار ، وكان يقول : الفناء والبقاء مداره على إخلاص الوحدانية والتحقق بالعبودية ، وكل علم يعدو هذا ويخالفه فمرجعه إلى الأغاليط والأباطيل ، ومن تكلم في الإخلاص ولم يقتض من نفسه [ ص: 362 ] حقيقته ، ابتلاه الله بهتك ستره وافتضاحه عند أقرانه وإخوانه .

              سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول : سمعت أبا علي القصير يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم بن شيبان يقول : قال لي أبي : يا بني ، تعلم العلم لآداب الظاهر ، واستعمل الورع لآداب الباطن ، وإياك أن يشغلك عن الله شاغل فقل من أعرض عنه فأقبل عليه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية