الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ذلك ربما هو أوهم تعظيمه؛ نفى ذلك بقوله - جوابا لمن كأنه قال: هل له سلطان؟ -: إنه ليس له سلطان ؛ أي: بحيث لا يقدر المسلط عليه على الانفكاك عنه؛ على الذين آمنوا ؛ بتوفيق ربهم لهم؛ وعلى ربهم ؛ أي: وحده؛ يتوكلون ؛ ويجوز أن يكون المعنى أنه لما تقرر في الأذهان أنه لا نجاة من الشيطان؛ لأنه سلط علينا بأنه يرانا من حيث لا نراه؛ ويجري فينا مجرى الدم؛ وكانت فائدة الاستعاذة الإعاذة؛ أشير إلى حصولها؛ بقوله - على سبيل التعليل -: "إنه"؛ أي: استعذ بالله يعذك منه؛ لأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا بالله؛ ليردهم كلهم عما [ ص: 253 ] يرضي الله؛ وعلى ربهم وحده يتوكلون؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية