الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 122 ] للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم

                                                                                                                                                                                                                                      للذين لا يؤمنون بالآخرة ممن ذكرت قبائحهم مثل السوء صفة السوء الذي هو كالمثل في القبح، وهي الحاجة إلى الولد ليقوم مقامهم عند موتهم، وإيثار الذكور للاستظهار بهم، ووأد البنات لدفع العار، وخشية الإملاق المنادي كل ذلك بالعجز والقصور والشح البالغ، ووضع الموصول موضع الضمير للإشعار بأن مدار اتصافهم بتلك القبائح هو الكفر بالآخرة. ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى أي: الصفة العجيبة الشأن التي هي مثل في العلو مطلقا، وهو الوجوب الذاتي، والغنى المطلق، والجود الواسع، والنزاهة عن صفات المخلوقين، ويدخل فيه علوه تعالى عما قالوه علوا كبيرا. وهو العزيز المتفرد بكمال القدرة لا سيما على مؤاخذتهم بذنوبهم الحكيم الذي يفعل كل ما يفعل بمقتضى الحكمة البالغة، وهذا أيضا من جملة صفاته العجيبة تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية