الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون . قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون . ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة فيه ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: انقبضت عن التوحيد، قاله ابن عباس، ومجاهد . والثاني: استكبرت، قاله قتادة . والثالث: نفرت، قاله أبو عبيدة، والزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإذا ذكر الذين من دونه يعني الأصنام إذا هم يستبشرون يفرحون . وما بعد هذا قد تقدم تفسيره [الأنعام: 14، 73 ،البقرة: 113، الرعد: 18] إلى قوله: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 188 ] قال السدي: ظنوا أن أعمالهم حسنات، فبدت لهم سيئات . وقال غيره: عملوا أعمالا ظنوا أنها تنفعهم، فلم تنفع مع شركهم . قال مقاتل: ظهر لهم حين بعثوا ما لم يحتسبوا أنه نازل بهم; فهذا القول يحتمل وجهين .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنهم كانوا يرجون القرب من الله بعبادة الأصنام، فلما عوقبوا عليها، بدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن البعث والجزاء لم يكن في حسابهم . وروي عن محمد بن المنكدر أنه جزع عند الموت وقال: أخشى هذه الآية أن يبدو لي ما لا أحتسب .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وحاق بهم أي: نزل بهم ما كانوا به يستهزئون أي: ما كانوا ينكرونه ويكذبون به .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية