الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين

                                                                                                                                                                                                                                        ( وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ) فيه استبطاء لهم في الاجتماع حثا على مبادرتهم إليه كقول تأبط شرا :

                                                                                                                                                                                                                                        هل أنت باعث دينار لحاجتنا . . . أو عبد رب أخا عون بن مخراق

                                                                                                                                                                                                                                        أي ابعث أحدهما إلينا سريعا .

                                                                                                                                                                                                                                        ( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ) لعلنا نتبعهم في دينهم إن غلبوا والترجي باعتبار الغلبة [ ص: 138 ]

                                                                                                                                                                                                                                        المقتضية للاتباع ، ومقصودهم الأصلي أن لا يتبعوا موسى لا أن يتبعوا السحرة فساقوا الكلام مساق الكناية لأنهم إذا اتبعوهم لم يتبعوا موسى عليه الصلاة والسلام .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ) التزم لهم الأجر والقربة عنده زيادة عليه إن غلبوا فإذا على ما يقتضيه من الجواب والجزاء ، وقرئ «نعم » بالكسر وهما لغتان .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية