الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين . وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله فزعموا أن له ولدا وشريكا وجوههم مسودة . وقال الحسن: هم الذين يقولون: إن شئنا فعلنا، وإن شئنا لم نفعل . وباقي الآية قد ذكرناه آنفا [الزمر: 32] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: "بمفازاتهم" . قال الفراء: وهو كما تقول: قد تبين أمر القوم وأمورهم، وارتفع الصوت والأصوات، والمعنى واحد . وفيها للمفسرين ثلاثة أقوال . أحدها: بفضائلهم، قاله السدي . والثاني: بأعمالهم، قاله ابن السائب، ومقاتل . والثالث: بفوزهم من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 194 ] قال المبرد: المفازة: مفعلة من الفوز، وإن جمع فحسن، كقولك: السعادة والسعادات، والمعنى: ينجيهم الله بفوزهم، أي: بنجاتهم من النار وفوزهم بالجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية