الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون . ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين . بل الله فاعبد وكن من الشاكرين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 195 ] قوله تعالى: أفغير الله تأمروني أعبد قرأ نافع، وابن عامر: "تأمروني أعبد" مخففة، غير أن نافعا فتح الياء، ولم يفتحها ابن عامر . وقرأ ابن كثير: "تأمروني" بتشديد النون وفتح الياء، وقرأ الباقون بسكون الياء . وذلك حين دعوه إلى دين آبائه أيها الجاهلون أي: فيما تأمرون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك فيه تقديم وتأخير، تقديره: ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطن عملك، وكذلك أوحي إلى الذين من قبلك . قال أبو عبيدة: ومجازها مجاز الأمرين اللذين يخبر عن أحدهما ويكف عن الآخر،قال ابن عباس: هذا أدب من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وتهديد لغيره، لأن الله عز وجل قد عصمه من الشرك . وقال غيره: إنما خاطبه بذلك، ليعرف من دونه أن الشرك يحبط الأعمال المتقدمة كلها ولو وقع من نبي . وقرأ أبو عمران، وابن السميفع، ويعقوب: "لنحبطن" بالنون، "عملك" بالنصب . بل الله فاعبد أي: وحد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية