الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين

                                                                                                                                                                                                إن هذا : الذي قص عليك من نبأ عيسى، لهو القصص الحق : قرئ بتحريك الهاء على الأصل وبالسكون; لأن اللام تنزل من "هو" منزلة بعضه، فخفف كما خفف عضد، وهو إما فصل بين اسم إن وخبرها، وإما مبتدأ و القصص الحق خبره، والجملة خبر "إن".

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: لم جاز دخول اللام على الفصل؟ قلت: إذا جاز دخولها على الخبر كان دخولها على الفصل أجوز; لأنه أقرب إلى المبتدأ منه، وأصلها أن تدخل على المبتدأ، و"من" في قوله: وما من إله إلا الله : بمنزلة البناء على الفتح في ( لا إله إلا الله ) في إفادة معنى الاستغراق، والمراد الرد على النصارى في تثليثهم فإن الله عليم بالمفسدين وعيد لهم بالعذاب المذكور في قوله: زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا [ ص: 567 ] يفسدون [النحل: 88].

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية