الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وحرام على قرية [95]

                                                                                                                                                                                                                                        قراءة زيد بن ثابت وأهل المدينة وعن علي وابن مسعود وابن عباس (وحرم على قرية) ، وقد روي عن ابن عباس أنه قرأ (وحرم على قرية) بفتح الحاء والميم وكسر الراء ، وروي عنه بضم الراء وفتح الحاء والميم والآية مشكلة ، وقد ذكرنا فيها أقوالا، فمن أحسن ما قيل فيها وأجله ما رواه ابن عيينة وابن علية وهشيم وابن إدريس ومحمد بن فضيل وسليمان بن حيان ومعلى عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس رحمه الله في قوله جل وعز: وحرام على قرية أهلكناها قال: وجب أنهم لا يرجعون قال: لا يتوبون. قال أبو جعفر: واشتقاق هذا بين من اللغة. وشرحه أن معنى حرم الشيء حظر ومنع منه، كما أن معنى أحل أبيح ولم يمنع منه، فإذا كان حرام وحرم [ ص: 80 ] بمعنى واحد فمعناه أنه قد ضيق الخروج منه ومنع فقد دخل في باب المحظور بهذا، فأما قول أبي عبيد: إن لا زائدة فقد رده عليه جماعة؛ لأنها لا تزاد في مثل هذا الموضع ولا فيما يقع فيه إشكال ولو كانت زائدة لكان التأويل بعيدا أيضا، لأنه إن أراد وحرام على قرية أهلكناها أنهم يرجعون إلى الدنيا فهذا ما لا فائدة فيه، وإن أراد التوبة فالتوبة لا تحرم.

                                                                                                                                                                                                                                        ( حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج ) [96]

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ عاصم والأعرج (يأجوج ومأجوج) بالهمز. قال أبو إسحاق: هما مشتقان من أجة الحريق، ومن ملح أجاج، ولا يصرف تجعلهما اسما للقبيلتين على فاعول ومفعول، ومن لم يهمز جعلهما أعجميين على قول أكثر النحويين. قال الأخفش: ياجوج من يججت وماجوج من مججت. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهم من كل حدب ينسلون قال: من كل شرف يقبلون. والتقدير في العربية حتى إذا فتح سد ياجوج وماجوج، مثل: واسأل القرية فأما جواب إذا ففيه ثلاثة أقوال. قال الكسائي والفراء: "حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج" اقترب الوعد الحق والواو عندهما زائدة، وأنشد الفراء :


                                                                                                                                                                                                                                        303 - فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 81 ] المعنى عنده انتحى. وأجاز الكسائي أن يكون جواب إذا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية