الداء الذي يسبب الكفر عدم الإيمان بالبعث
قال الله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_30614_31780_31788_34213_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا حجارة أو حديدا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا
إنهم في نجواهم يقول الظالمون بسبب ظلمهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إن تتبعون إلا رجلا مسحورا فهم يشبهون حاله بما لا يشابهها، ونقيض ما كانوا يعرفونه عنه من الكمال الإنساني من صدق وأمانة وعدالة، واستقامة في القول والعمل، ولقد قال تعالى في قولهم:
[ ص: 4396 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا
المثل هو تشبيه حال بحال أو وصف بوصف، وضربه: بيانه، فالمعنى انظر كيف شبه حال الرسول أحيانا بالشاعر، وأحيانا بالساحر، وأحيانا بالمسحور وأحيانا بالكاهن، وكلما ضربوا مثلا باطلا أوغلوا في الفساد النفسي والفكري، وانحرفوا عن الحق، فإن كل مثل بالباطل تنحرف به النفس عن الطريقة المثلى، ولذا قال تعالى مرتبا على كثرة الأمثال الباطلة (فضلوا) ، الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها، أي أنهم أكثروا من التشبيهات الباطلة، وكلما ضربوا مثلا زادوا انحرافا وضلالا، وكلما أوغلوا لا يستطيعون سبيلا فإن مثارات الضلال تبعد عن الطريق المستقيم فلا يهتدون، وأنهم يعجبون من أن يكون هناك بعث بعد أن يصيروا عظاما نخرة، ولذا قال تعالى:
الدَّاءُ الَّذِي يُسَبِّبُ الْكُفْرَ عَدَمُ الْإِيمَانِ بِالْبَعْثِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_30614_31780_31788_34213_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا
إِنَّهُمْ فِي نَجْوَاهُمْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ بِسَبَبِ ظُلْمِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا فَهُمْ يُشَبِّهُونَ حَالَهُ بِمَا لَا يُشَابِهُهَا، وَنَقِيضِ مَا كَانُوا يَعْرِفُونَهُ عَنْهُ مِنَ الْكَمَالِ الْإِنْسَانِيِّ مِنْ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ وَعَدَالَةٍ، وَاسْتِقَامَةٍ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَلَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي قَوْلِهِمْ:
[ ص: 4396 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا
الْمَثَلُ هُوَ تَشْبِيهُ حَالٍ بِحَالٍ أَوْ وَصْفٍ بِوَصْفٍ، وَضَرْبُهُ: بَيَانُهُ، فَالْمَعْنَى انْظُرْ كَيْفَ شُبِّهَ حَالُ الرَّسُولِ أَحْيَانًا بِالشَّاعِرِ، وَأَحْيَانًا بِالسَّاحِرِ، وَأَحْيَانًا بِالْمَسْحُورِ وَأَحْيَانًا بِالْكَاهِنِ، وَكُلَّمَا ضَرَبُوا مَثَلًا بَاطِلًا أَوْغَلُوا فِي الْفَسَادِ النَّفْسِيِّ وَالْفِكْرِيِّ، وَانْحَرَفُوا عَنِ الْحَقِّ، فَإِنَّ كُلَّ مَثَلٍ بِالْبَاطِلِ تَنْحَرِفُ بِهِ النَّفْسُ عَنِ الطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى مُرَتِّبًا عَلَى كَثْرَةِ الْأَمْثَالِ الْبَاطِلَةِ (فَضَلُّوا) ، الْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا، أَيْ أَنَّهُمْ أَكْثَرُوا مِنَ التَّشْبِيهَاتِ الْبَاطِلَةِ، وَكُلَّمَا ضَرَبُوا مَثَلًا زَادُوا انْحِرَافًا وَضَلَالًا، وَكُلَّمَا أَوْغَلُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا فَإِنَّ مَثَارَاتِ الضَّلَالِ تَبْعُدُ عَنِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ فَلَا يَهْتَدُونَ، وَأَنَّهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ بَعْثٌ بَعْدَ أَنْ يَصِيرُوا عِظَامًا نَخِرَةً، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى: