الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب سجدة ص

                                                                                                                                                                                                        1019 حدثنا سليمان بن حرب وأبو النعمان قالا حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ص ليس من عزائم السجود وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها [ ص: 643 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 643 ] قوله : ( باب سجدة " ص " ) أورد فيه حديث ابن عباس " " ص " ليس من عزائم السجود " يعني السجود في " ص " إلى آخره ، والمراد بالعزائم ما وردت العزيمة على فعله كصيغة الأمر مثلا بناء على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لا يقول بالوجوب ، وقد روى ابن المنذر وغيره عن علي بن أبي طالب بإسناد حسن : أن العزائم حم والنجم واقرأ و الم تنزيل . وكذا ثبت عن ابن عباس في الثلاثة الأخر ، وقيل : الأعراف وسبحان وحم و الم ، أخرجه ابن أبي شيبة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها ) وقع في تفسير " ص " عند المصنف من طريق مجاهد قال " سألت ابن عباس من أين سجدت في " ص " ؟ " ولابن خزيمة من هذا الوجه " من أين أخذت سجدة ص " ثم اتفقا فقال ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله : فبهداهم اقتده ففي هذا أنه استنبط مشروعية السجود فيها من الآية ، وفي الأول أنه أخذه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا تعارض بينهما لاحتمال أن يكون استفاده من الطريقين . وقد وقع في أحاديث الأنبياء من طريق مجاهد في آخره " فقال ابن عباس : نبيكم ممن أمر أن يقتدي بهم " فاستنبط وجه سجود النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها من الآية ، وسبب ذلك كون السجدة التي في ص إنما وردت بلفظ الركوع فلولا التوقيف ما ظهر أن فيها سجدة . وفي النسائي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا سجدها داود توبة ، ونحن نسجدها شكرا فاستدل الشافعي بقوله : شكرا " على أنه لا يسجد فيها في الصلاة لأن سجود الشاكر لا يشرع داخل الصلاة . ولأبي داود وابن خزيمة والحاكم من حديث أبي سعيد " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ وهو على المنبر ص ، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، ثم قرأها في يوم آخر فتهيأ الناس للسجود فقال : " إنما هي توبة نبي ، ولكني رأيتكم تهيأتم فنزل وسجد وسجدوا معه " فهذا السياق يشعر بأن السجود فيها لم يؤكد كما أكد في غيرها ، واستدل بعض الحنفية من مشروعية السجود عند قوله : وخر راكعا وأناب بأن الركوع عندها ينوب عن السجود ، فإن شاء المصلي ركع بها وإن شاء سجد ، ثم طرده في جميع سجدات التلاوة ، وبه قال ابن مسعود .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية