الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : الذي خلقني فهو يهدين الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : كان يقال : إن أول نعمة الله على عبده حين خلقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين قال : قوله : إني سقيم [الصافات : 29]، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا [الأنبياء : 63] . وقوله لسارة : إنها أختي . حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : وألحقني بالصالحين يعني : بأهل الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 270 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال : اجتماع أهل الملل على إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد : واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال : الثناء الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ليث بن أبي سليم : واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال : يؤمن بإبراهيم كل ملة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في "الذكر"، وابن مردويه ، من طريق الحسن ، عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فأسبغ الوضوء، ثم خرج من باب داره يريد المسجد فقال حين يخرج : باسم الله الذي خلقني فهو يهدين . هداه الله للصواب - ولفظ ابن مردويه : لصواب الأعمال - والذي هو يطعمني ويسقين أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شراب الجنة، وإذا مرضت فهو يشفين . شفاه الله، وجعل مرضه كفارة لذنوبه، والذي يميتني ثم يحيين . أحياه الله حياة السعداء، وأماته ميتة الشهداء، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين . غفر الله خطاياه كلها وإن كانت أكثر من زبد البحر، رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين . وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى، وصالح من بقي، واجعل لي لسان صدق في الآخرين كتب في ورقة بيضاء : إن فلان بن فلان [ ص: 271 ] من الصادقين . ثم يوفقه الله بعد ذلك للصدق، واجعلني من ورثة جنة النعيم . جعل الله له القصور والمنازل في الجنة» . وكان الحسن يزيد فيه : واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، والحاكم وصححه، عن عائشة ، أنها قالت : يا رسول الله، أن ابن جدعان كان يقري الضيف، ويصل الرحم، ويفعل ويفعل، أينفعه ذلك؟ قال : «لا، إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين» .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية