الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حوك ]

                                                          حوك : حاك الثوب يحوكه حوكا وحياكا وحياكة : نسجه . ورجل حائك من قوم حاكة وحوكة أيضا ، وهو من الشاذ عن القياس المطرد في الاستعمال ، صحت الواو فيه لأنهم شبهوا حركة العين بالألف التابعة لها بحرف اللين التابع لها فكأن فعلا فعال فكما يصح نحو جواب وجواد كذلك يصح نحو باب الحوكة والقود والغيب ، من حيث شبهت فتحة العين بالألف من بعدها ، أفلا ترى إلى حركة العين التي هي سبب الإعلال كيف صارت على وجه آخر سببا للتصحيح ؟ وهذه الكلمة تذكر في حيك أيضا لأنها واوية ويائية . ابن بزرج : قال حوك وحوك وحووكة ، والمعنى النساجات وهي الثياب بأعيانها ، تقول : ضروب من الحوك . الجوهري : نسوة حوائك والموضع محاكة ، وإنما قالوا حوكة كما قالوا خونة ، ثبتت الواو فيهما مع التحريك كما ثبتت فيما رد إلى الأصل لتباعد الواو من الألف ، ولم تجئ الياء في ناب وعار لشبه الياء بالألف لأنها إليها أقرب وبها أحق ، وقد ذكر علة غيب وصيد في موضعهما ؛ والشاعر يحوك الشعر حوكا : ينسجه ويلائم بين أجزائه . قال المبرد : حاك الشعر والثوب يحوكه ، كلاهما بالواو . وحاك الشيء في صدري حوكا : رسخ . الأزهري : ما حك في صدري منه شيء وما حاك ، كل يقال ، فمن قال حك قال يحك ، ومن قال حاك قال يحيك . ويقال : ما حاك في صدري ما قلت أي : ما رسخ . قال : والحائك الراسخ في قلبك [ ص: 274 ] الذي يهمك ، قال : وما أحاك فيه السيف وما حاك ، كل يقال ، فمن قال أحاك قال يحيك إحاكة ومن قال حاك قال يحيك حيكا وما أحاكت فيه أسناني ولا أحاكته وما حاكت فيه ولا حاكته . وقال المبرد : يقال ما أحاك فيه السيف وما يحيك وما حك ذلك في صدري وما حكى وما احتكى . وما أحاك سيفه أي : ما قطع . وما حك في صدري شيء منه أي : ما تخالج . والحوك : بقلة . قال ابن الأعرابي : والحوك الباذروج ، وقيل : البقلة الحمقاء ، قال : والأول أعرف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية