الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ؛ " قتال " ؛ مخفوض على البدل من " الشهر الحرام " ؛ المعنى: يسألونك عن قتال في الشهر الحرام؛ وقد فسرنا ما في هذه الآية فيما مضى من الكتاب؛ ورفع قل قتال فيه كبير ؛ " قتال " ؛ مرتفع بالابتداء؛ و " كبير " ؛ خبره. [ ص: 290 ] ورفع وصد عن سبيل الله وكفر به ؛ على الابتداء؛ وخبر هذه الأشياء: أكبر عند الله ؛ والمعنى: وصد عن سبيل الله؛ وكفر به؛ وإخراج أهل المسجد الحرام منه؛ أكبر عند الله؛ أي: أعظم إثما.

                                                                                                                                                                                                                                        والفتنة أكبر من القتل ؛ أي: والكفر أكبر من القتل؛ المعنى: وهذه الأشياء كفر؛ والكفر أكبر من القتل. وقوله - عز وجل -: ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ؛ " يرتدد " ؛ جزم بالشرط؛ والتضعيف يظهر مع الجزم؛ لسكون الحرف الثاني؛ وهو أكثر في اللغة؛ وقرئ: " يا أيها الذين آمنوا من يرتد " ؛ بالإدغام؛ والفتح؛ وهي قراءة الناس؛ إلا أهل المدينة ؛ فإن في مصحفهم: " من يرتدد " ؛ وكلاهما صواب؛ والذي في سورة " البقرة " ؛ لا يجوز فيه إلا " من يرتدد " ؛ لإطباق أهل الأمصار على إظهار التضعيف؛ وكذلك هو في مصاحفهم؛ والقراءة سنة لا تخالف؛ إذا كان في كل المصحف الحرف على صورة؛ لم تجز القراءة بغيره؛ ويجوز أن تقول: " من يرتد منكم " ؛ فتكسر لالتقاء الساكنين؛ إلا أن الفتح أجود لانفتاح التاء؛ وإطباق القراء عليه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية