الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 87 ] يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث [5]

                                                                                                                                                                                                                                        وحكى النحويون: من البعث، وأجاز الكوفيون في كل ما كان ثانية حرفا من حروف الحلق أن تسكن وتفتح نحو نعل ونعل وبخل وبخل. قال أبو إسحاق: هذا خطأ وإنما يرجع في هذا إلى اللغة فيقال: لفلان علي وعد، ولا يقال: وعد، ولا فرق بين حروف الحلق وغيرها في هذا، وإنما هذا مثل قدر وقدر. قال أبو عبيد: العلقة الدم إذا اشتدت حمرته. قال الكسائي: ويجوز (مخلقة) بالنصب (وغير مخلقة) على الفعل والقطع (لنبين لكم) أي لنبين لكم قدرتنا على تصويرنا ما نشاء. وروى أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضل عن عاصم (لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء) بالنصب (إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا) قال أبو حاتم: النصب على العطف. قال أبو إسحاق: (ونقر) بالرفع لا غير لأنه ليس المعنى فعلنا ذلك لنقر في الأرحام ما نشاء لأن الله جل وعز لم يخلق الأنام ليقر في الأرحام ما نشاء، وإنما خلقهم ليدلهم على الرشد والصلاح. قال: وطفل بمعنى أطفال قال: ودل على ذلك لفظ الجميع قال: وفيه معنى ويخرج كل واحد منكم طفلا، ومن قرأ ومنكم من يتوفى فمعناه عنده يستوفي أجله. ومنكم من يرد إلى أرذل العمر أي إلى الكبر؛ لأنه لا يرجو قوة ولا طول عمر فهو في أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا مذهب الفراء لكي لا يعقل من بعد عقله الأول شيئا. من كل زوج بهيج قال الكسائي: يقال: بهج بهجة وبهاجة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية