الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ؛ وإنما جاءت اللام لأن " وعدته بكذا أو كذا " ؛ و " وعدته لأكرمنه " ؛ بمنزلة " قلت " ؛ لأن الوعد لا ينعقد إلا بقول؛ ومعنى " ليستخلفنهم في الأرض " : أي: ليجعلنهم يخلفون من بعدهم من المؤمنين؛ فاستخلف الذين من قبلهم؛ وقرئت: " كما استخلف الذين من قبلهم " ؛ وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ؛ يعني به الإسلام؛ وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ؛ وقرئت: " وليبدلنهم " ؛ وقوله: يعبدونني لا يشركون بي شيئا ؛ يجوز أن يكون مستأنفا؛ ويجوز أن يكون في موضع الحال؛ على معنى " وعد الله المؤمنين في حال عبادتهم وإخلاصهم لله - عز جل - ليفعلن بهم " ؛ ويجوز أن يكون استئنافا على طريق الثناء عليهم؛ وتثبيتا؛ كأنه قال: " يعبدني المؤمنون لا يشركون بي شيئا " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية