الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال هذه ناقة ) أي بعد ما أخرجها الله من الصخرة بدعائه كما اقترحوها . ( لها شرب ) نصيب من الماء كالسقي والقيت للحظ من السقي والقوت وقرئ بالضم . ( ولكم شرب يوم معلوم ) فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها في شربها .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولا تمسوها بسوء ) كضرب وعقر . ( فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) عظم اليوم لعظم ما يحل فيه ، وهو أبلغ من تعظيم العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فعقروها ) أسند العقر إلى كلهم لأن عاقرها إنما عقرها برضاهم ولذلك أخذوا جميعا . ( فأصبحوا نادمين ) على عقرها خوفا من حلول العذاب لا توبة ، أو عند معاينة العذاب ولذلك لم ينفعهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فأخذهم العذاب ) أي العذاب الموعود . ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) في نفي الإيمان عن أكثرهم في هذا المعرض إيماء بأنه لو آمن أكثرهم أو شطرهم لما أخذوا بالعذاب ، وإن قريشا إنما عصموا من مثله ببركة من آمن منهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية