الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 311 ] 199 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله : إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به

1277 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال : حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، وحدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا عفان بن مسلم قال : حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي ، عن عمرو بن يحيى ، عن محمد بن حبان ، عن عمه واسع بن حبان ، عن وهب بن حذيفة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الرجل أحق بمجلسه ، وإن بدت له حاجة فقام إليها ثم رجع فهو أحق بمجلسه .

1278 - حدثنا فهد بن سليمان ومحمد بن أحمد الجواربي قال : [ ص: 312 ] حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال : حدثنا خالد . وذكر بإسناده مثله .

1279 - وحدثنا فهد قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن عمرو بن يحيى ، ثم ذكر بإسناده مثله .

قال أبو جعفر : وهب بن حذيفة هذا رجل من غفار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

1280 - وحدثنا إبراهيم بن أبي داود قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا قام الرجل من مجلسه ، وقال مرة : من قعد مقعده ، وأراد أن يرجع إليه - فهو أحق به من غيره .

1281 - حدثنا أحمد بن داود بن موسى قال : حدثنا سهل بن بكار قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا قام أحدكم من مجلسه ، [ ص: 313 ] ثم رجع إليه - فهو أحق به .

فقال قائل : أفيكون هذا دليلا على أن من قام من مجلسه ، ثم عاد إليه بعد يوم أو أكثر من ذلك - أنه أحق به ممن سواه من الناس ؛ إذ كان ذلك إنما يريد به المجالس العامية التي ليست بمملوكات ، لا المجالس الخاصية المملوكات كالمساجد وكالصحاري التي ينزلها الناس ، وكالمواضع من الأمصار المأذون للناس فيها ؟

فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن ذلك مما نحيط علما أنه لم يرد به العود الذي بينه وبين القيام ، عن ذلك الموضع الذي أريد العود إليه المدة التي ذكر ، ولكنه على العود إلى المجلس الذي قام عنه صاحبه القيام الذي لم يرد به تركه ، إنما قام لأمر عرض له على أن يعود إليه ، فيرجع إلى الجلوس فيه كما كان قبل قيامه عنه .

فإذا كان كذلك كان أحق بمجلسه ذلك ، وإذا كان بخلافه لم يكن كذلك ، وكان هو وسائر الناس فيه سواء من سبق منهم إليه كان أحق به من غيره منهم . وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية