الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون . ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد . ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده قد ذكرناه في [براءة: 104] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ويعلم ما تفعلون أي: من خير وشر . قرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: بالتاء، وقرأ الباقون: بالياء، على الإخبار عن المشركين والتهديد لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      و "يستجيب" بمعنى يجيب . وفيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 287 ] أحدهما: أن الفعل فيه لله، والمعنى: يجيبهم إذا سألوه; وقد روى قتادة عن أبي إبراهيم اللخمي ويستجيب الذين آمنوا قال: يشفعون في إخوانهم، ويزيدهم من فضله قال: يشفعون في إخوان إخوانهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه للمؤمنين; فالمعنى: يجيبونه . والأول أصح .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولو بسط الله الرزق لعباده قال خباب بن الأرت: فينا نزلت هذه الآية، وذلك أنا نظرنا إلى أموال بني قريظة والنضير فتمنيناها، فنزلت هذه الآية . ومعنى الآية: لو أوسع الله الرزق لعباده لبطروا وعصوا وبغى بعضهم على بعض، ولكن ينزل بقدر ما يشاء أي: ينزل أمره بتقدير ما يشاء مما يصلح أمورهم ولا يطغيهم إنه بعباده خبير بصير فمنهم من لا يصلحه إلا الغنى، ومنهم من لا يصلحه إلا الفقر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية