الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3088 [ ص: 154 ] باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في: (باب ترك الوصية.. إلخ ) . وقد تقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص89 ج11 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن الأسود بن يزيد، قال: ذكروا عند عائشة: أن عليا كان وصيا، فقالت: متى أوصى إليه ؟ فقد كنت مسندته إلى صدري "أو قالت: حجري" فدعا بالطست. فلقد انخنث في حجري، وما شعرت: أنه مات. فمتى أوصى إليه ؟ ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن الأسود بن يزيد، قال: ذكروا عند عائشة ) ، رضي الله عنها: (أن عليا ) رضي الله عنه، (كان وصيا، فقالت: متى أوصى إليه ؟ فقد كنت مسندته إلى صدري "أو قالت: حجري"، فدعا بالطست. فلقد انخنث في حجري (أي: مال وسقط.

                                                                                                                              (وما شعرت: أنه مات. فمتى أوصى إليه ؟ ) أي: إلى علي "كرم الله وجهه"، أو إلى غيره. بخلاف ما يزعمه الشيعة.

                                                                                                                              [ ص: 155 ] وفي البخاري: "عن عمر، قال: مات رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، ولم يستخلف".

                                                                                                                              وعن علي (لما ظهر يوم الجمل ) ، قال: "يا أيها الناس! إن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئا... الحديث".

                                                                                                                              قال القرطبي: كانت الشيعة قد وضعوا أحاديث، في أن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" أوصى بالخلافة لعلي، فرد ذلك جماعة من الصحابة، وكذا من بعدهم؛

                                                                                                                              فمن ذلك: ما استدلت به عائشة، يعني: حديث الباب.

                                                                                                                              ومن ذلك: أن عليا لم يدع ذلك لنفسه، ولا بعد أن ولي الخلافة. ولا ذكره لأحد من الصحابة يوم السقيفة. وهؤلاء ينتقصون عليا من حيث قصدوا تعظيمه، لأنهم نسبوه مع شجاعته العظمى وصلابته: إلى المداهنة والتقليد، والإعراض عن طلب حقه مع قدرته على ذلك. انتهى.

                                                                                                                              قال النووي: وأما الأرض التي كانت له "صلى الله عليه وآله وسلم" "بخيبر، وفدك" فقد سبلها "صلى الله عليه وآله وسلم" في حياته، ونجز الصدقة بها على المسلمين. وأما الأحاديث الصحيحة، في [ ص: 156 ] وصيته "صلى الله عليه وآله وسلم": بكتاب الله، ووصيته بأهل بيته، ووصيته بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وبإجازة الوفد: فليست مرادة بقوله: "لم يوص". إنما المراد به: ما قدمناه. وهو مقصود السائل عن الوصية. فلا مناقضة بين الأحاديث. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية