الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس [18]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 91 ] معطوفة على "من" وكذا والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ثم قال جل وعز: وكثير حق عليه العذاب وهذا مشكل من الإعراب فيقال: كيف لم ينصب ليعطف ما عمل فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل مثل { والظالمين أعد لهم عذابا أليما } فزعم الكسائي والفراء أنه لو نصب لكان حسنا، ولكن اختير الرفع لأن المعنى وكثير أبى السجود. وفي رفعه قول آخر يكون معطوفا على الأول داخلا في السجود لأن السجود ههنا إنما هو الانقياد لتدبير الله جل وعز من ضعف وقوة وصحة وسقم وحسن وقبح، وهذا يدخل فيه كل شيء. وحكى الكسائي والأخفش والفراء ومن يهن الله فما له من مكرم أي من إكرام .

                                                                                                                                                                                                                                        قرأ ابن كثير وشبل " هذان خصمان " [19]

                                                                                                                                                                                                                                        بتشديد النون، وفي ذلك قولان أحدهما أن تشديدها عوض مما حذف من هذين والآخر على أنها غير ساقطة في الإضافة وتأول الفراء الخصمين على أنهما فريقان أهل دينين، وزعم أن الخصم الواحد المسلمون والآخر اليهود والنصارى اختصموا في دين ربهم. قال: فقال: اختصموا لأنهم جميع. قال: ولو قال: اختصما لجاز. قال أبو جعفر: وهذا تأويل من لا دربة له بالحديث ولا بكتب أهل التفسير؛ لأن الحديث في هذه الآية مشهور رواه سفيان الثوري وغيره عن أبي هشام عن أبي [ ص: 92 ] مجلز عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما إن هذه الآية نزلت في حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة، وهكذا روى أبو عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية