الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5 ] باب الخاء المعجمة

                                                          قال ابن كيسان : من الحروف المجهور والمهموس ، والمهموس عشرة : الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء ، ومعنى المهموس أنه حرف لان في مخرجه دون المجهور وجرى معه النفس ، فكان دون المجهور في رفع الصوت . وقال الخليل بن أحمد : حروف العربية تسعة وعشرون حرفا ، منها خمسة وعشرون صحاح لها أحياز ومدارج ، فالخاء والغين في حيز واحد ، والخاء من الحروف الحلقية ، وقد ذكر ذلك في بابه أول الكتاب . ‏

                                                          [ خا ] خا : الخاء : حرف هجاء ، وهو حرف مهموس يكون أصلا لا غير ، وحكى سيبويه : خييت خاء ; قال ابن سيده : فإذا كان هذا فهو من باب عييت ، قال : وهذا عندي من صاحب ( العين ) صنعة لا عربية ، وقد ذكر ذلك في علة الحاء . قال سيبويه : الخاء وأخواتها من الثنائية كالهاء والباء والتاء والطاء إذا تهجيت مقصورة ؛ لأنها ليست بأسماء ، وإنما جاءت في التهجي على الوقف ، ويدلك على ذلك أن القاف والدال والصاد موقوفة الأواخر ، فلولا أنها على الوقف حركت أواخرهن ، ونظير الوقف هاهنا الحذف في الياء وأخواتها ، وإذا أردت أن تلفظ بحروف المعجم قصرت وأسكنت ؛ لأنك لست تريد أن تجعلها أسماء ولكنك أردت أن تقطع حروف الاسم فجاءت كأنها أصوات تصوت بها ، إلا أنك تقف عندها لأنها بمنزلة عه ، وإذا أعربتها لزمك أن تمدها ، وذلك أنها على حرفين الثاني منهما حرف لين ، والتنوين يدرك الكلمة ، فتحذف الألف لالتقاء الساكنين فيلزمك أن تقول : هذه حا يا فتى ، ورأيت حا حسنة ، ونظرت إلى طا حسنة ، فيبقى الاسم على حرف واحد ، فإن ابتدأته وجب أن يكون متحركا ، وإن وقفت عليه وجب أن يكون ساكنا ، فإن ابتدأته ووقفت عليه جميعا وجب أن يكون ساكنا متحركا في حال ، وهذا ظاهر الاستحالة ، فأما ما حكاه أحمد بن يحيى من قولهم : شربت ما ، بقصر ماء فحكاية شاذة لا نظير لها ولا يسوغ قياس غيرها عليها . وخاء بك : معناه اعجل . غيره : خاء بك علينا وخاي لغتان أي اعجل ، وليست التاء للتأنيث لأنه صوت مبني على الكسر ، ويستوي فيه الاثنان والجمع والمؤنث ، فخاء بكما وخاي بكما وخاء بكم وخاي بكم ; قال الكميت :


                                                          إذا ما شحطن الحاديين سمعتهم بخاي بك الحق يهتفون وحي هل



                                                          والياء متحركة غير شديدة والألف ساكنة ، ويروى : بخاء بك ; وقال ابن سلمة : معناه خبت ، وهو دعاء منه عليه ، تقول : بخائبك أي بأمرك الذي خاب وخسر ; قال الجوهري : وهذا خلاف قول أبي زيد كما ترى ، وقيل القول الأول . قال الأزهري : قرأت في كتاب النوادر لابن هانئ خاي بك علينا أي اعجل علينا ، غير موصول ، قال : أسمعنيه الإيادي لشمر عن أبي عبيد خايبك علينا ، ووصل الياء بالباء في الكتاب ، قال : والصواب ما كتب في كتاب ابن هانئ وخاي بك اعجلي وخاي بكن اعجلن ، كل ذلك بلفظ واحد إلا الكاف فإنك تثنيها وتجمعها . والخوة : الأرض الخالية ; ومنه قول بني تميم لأبي العارم الكلابي وكان استرشدهم فقالوا له : إن أمامك خوة من الأرض وبها ذئب قد أكل إنسانا أو إنسانين في خبر له طويل . وخو : كثيب معروف بنجد . ويوم خو : يوم قتل فيه ذؤاب بن ربيعة عتيبة بن الحارث بن شهاب . ‏

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية