الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خبأ ] خبأ : خبأ الشيء يخبؤه خبئا : ستره ، ومنه الخابية وهي الحب ، أصلها الهمزة ، من خبأت ، إلا أن العرب تركت همزه ; قال أبو منصور : تركت العرب الهمز في أخبيت وخبيت وفي الخابية لأنها كثرت في كلامهم ، فاستثقلوا الهمز فيها . واختبأت : استترت . وجارية مخبأة أي مستترة ; وقال الليث : امرأة مخبأة ، وهي المعصر قبل أن تتزوج ، وقيل : المخبأة من الجواري هي المخدرة التي لا بروز لها ; وفي حديث أبي أمامة : لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة . المخبأة : الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد ؛ لأن صيانتها أبلغ ممن قد تزوجت . وامرأة خبأة مثل همزة : تلزم بيتها وتستتر . والخبأة : [ ص: 6 ] المرأة تطلع ثم تختبئ ; وقول الزبرقان بن بدر : إن أبغض كنائني إلي الطلعة الخبأة : يعني التي تطلع ثم تخبأ رأسها ; ويروى : الطلعة القبعة ، وهي التي تقبع رأسها أي تدخله ، وقيل : تخبؤه ; والعرب تقول : خبأة خير من يفعة سوء ، أي بنت تلزم البيت ، تخبؤ نفسها فيه ، خير من غلام سوء لا خير فيه . والخبء : ما خبئ ، سمي بالمصدر ، وكذلك الخبيء ، على فعيل ; وفي التنزيل : الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ; الخبء الذي في السماوات هو المطر ، والخبء الذي في الأرض هو النبات ، قال : والصحيح ، والله أعلم : أن الخبء كل ما غاب ، فيكون المعنى : يعلم الغيب في السماوات والأرض ، كما قال تعالى : ويعلم ما تخفون وما تعلنون . وفي حديث ابن صياد : خبأت لك خبأ ; الخبء : كل شيء غائب مستور ، يقال : خبأت الشيء خبأ إذا أخفيته ، والخبء والخبيء والخبيئة : الشيء المخبوء . وفي حديث عائشة تصف عمر : ولفظت خبيئها أي ما كان مخبوءا فيها من النبات ، تعني : الأرض ، وفعيل بمعنى : مفعول . والخبء : ما خبأت من ذخيرة ليوم ما . قال الفراء : الخبء ، مهموز ، هو الغيب غيب السماوات والأرض ، والخبأة والخبيئة ، جميعا : ما خبئ . وفي الحديث : اطلبوا الرزق في خبايا الأرض ، قيل معناه : الحرث وإثارة الأرض للزراعة ، وأصله من الخبء الذي قال الله - عز وجل - : يخرج الخبء . وواحدة الخبايا : خبيئة ، مثل خطيئة وخطايا وأراد بالخبايا : الزرع لأنه إذا ألقى البذر في الأرض ، فقد خبأه فيها . قال عروة بن الزبير : ازرع ، فإن العرب كانت تتمثل بهذا البيت :


                                                          تتبع خبايا الأرض وادع مليكها لعلك يوما أن تجاب وترزقا



                                                          ويجوز أن يكون ما خبأه الله في معادن الأرض . وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - قال : اختبأت عند الله خصالا : إني لرابع الإسلام وكذا وكذا ، أي ادخرتها وجعلتها عنده لي . والخباء ، مدته همزة : وهو سمة توضع في موضع خفي من الناقة النجيبة ، وإنما هي لذيعة بالنار ، والجمع أخبئة ، مهموز . وقد خبئت النار وأخبأها المخبئ إذا أخمدها . والخباء : من الأبنية ، والجمع كالجمع ; قال ابن دريد : أصله من خبأت . وقد تخبأت خباء ، ولم يقل أحد إن خباء أصله الهمز إلا هو ، بل قد صرح بخلاف ذلك . والخبيء : ما عمي من شيء ثم حوجي به . وقد اختبأه . وخبيئة : اسم امرأة ; قال ابن الأعرابي : هي خبيئة بنت رياح بن يربوع بن ثعلبة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية