الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3064 [ ص: 174 ] باب في الرجل يعمر رجلا عمرى

                                                                                                                              وقال النووي: ( باب العمرى ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص70 ج11 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثني عبد الرحمن بن بشر العبدي. أخبرنا عبد الرزاق. أخبرنا ابن جريج. أخبرني ابن شهاب، عن العمرى وسنتها، عن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ أن جابر بن عبد الله الأنصاري أخبره؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما رجل أعمر رجلا عمرى له ولعقبه، فقال: قد أعطيتكها وعقبك، ما بقي منكم أحد: فإنها لمن أعطيها. وإنها لا ترجع إلى صاحبها، من أجل أنه أعطى عطاء، وقعت فيه المواريث" .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر ) رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم قال: أيما رجل أعمر رجلا عمرى ) ، بضم العين وسكون الميم مع القصر.

                                                                                                                              قال في الفتح: وحكي: ضم الميم مع ضم أوله. وحكي: فتح أوله مع السكون. وهي مأخوذة من: "العمر" وهو الحياة.

                                                                                                                              [ ص: 175 ] سميت بذلك: لأنهم كانوا في الجاهلية: يعطي الرجل الرجل الدار، ويقول له: أعمرتك إياها. أي: أبحتها لك مدة عمرك وحياتك. فقيل لها: "عمرى" لذلك. (له ولعقبه ) بكسر القاف. ويجوز إسكانها مع فتح العين، ومع كسرها. كما في نظائره.

                                                                                                                              " والعقب": هم أولاد الإنسان، ما تناسلوا.

                                                                                                                              (فقال: قد أعطيتكها وعقبك، ما بقي منكم أحد: فإنها لمن أعطيها وعقبه وإنها لا ترجع إلى صاحبها، من أجل أنه أعطى عطاء، وقعت فيه المواريث.

                                                                                                                              وفي الباب أحاديث في الصحيحين وغيرهما. وقد حصل من مجموع الروايات ثلاثة أحوال، ذكرها النووي والحافظ، في شرحي البخاري ومسلم. وستأتي إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                              والحاصل: أن الروايات المطلقة، تدل على أن العمرى والرقبى: تكون للمعمر والمرقب، ولعقبه: سواء كانت مقيدة مدة العمر، أو مطلقة، أو مؤبدة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية