الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          ع س ا : ( عسا ) الشيء من باب سما و ( عساء ) بالمد أي يبس وصلب . و ( عسا ) الشيخ يعسو ( عسيا ) ولى وكبر مثل عتا . قال الخليل : و ( عسي ) بالكسر لغة فيه . و ( عسى ) من أفعال المقاربة وفيه طمع وإشفاق . ولا يتصرف لأنه وقع بلفظ الماضي لما جاء في الحال ، تقول : عسى زيد أن يخرج وعست هند أن تقوم . فزيد فاعل عسى وأن يخرج مفعولها وهو بمعنى الخروج إلا أن خبره لا يكون اسما ، لا يقال : عسى زيد منطلقا . وأما قولهم : عسى الغوير أبؤسا فشاذ نادر وضع موضع الخبر . وقد يأتي في الأمثال ما لا يأتي في غيرها . وربما شبهوا عسى بكاد واستعملوا الفعل بعده بغير أن فقالوا : عسى زيد ينطلق . ويقال : عسيت أن أفعل ذاك بفتح السين وكسرها وقرئ بهما قوله تعالى : فهل عسيتم وتقول للنساء : عسيتن ، وللرجال : عسيتم . ولا يقال منه : يفعل ولا فاعل : لما قلنا . وعسى من الله تعالى واجب في جميع القرآن إلا في قوله تعالى : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله . وقال أبو عبيدة : عسى في كلام العرب رجاء ويقين أيضا فجاءت في القرآن على إحدى لغتي العرب وهو اليقين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية