الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2493 ) فصل : فأما السعي بين الصفا والمروة ، فظاهر كلام أحمد أن الموالاة غير مشترطة فيه ، فإنه قال في رجل كان بين الصفا والمروة ، فلقيه فإذا هو يعرفه ، يقف ، فيسلم عليه ، ويسائله ؟ قال : نعم ، أمر الصفا سهل ، إنما كان يكره الوقوف في الطواف بالبيت ، فأما بين الصفا والمروة فلا بأس . وقال القاضي : تشترط الموالاة فيه ، قياسا على الطواف . وحكاه أبو الخطاب رواية عن أحمد . والأول أصح ; فإنه نسك لا يتعلق بالبيت ، فلم تشترط له الموالاة ، كالرمي والحلاق . وقد روى الأثرم ، أن سودة بنت عبد الله بن عمر ، امرأة عروة بن الزبير ، سعت بين الصفا والمروة ، فقضت طوافها في ثلاثة أيام ، وكانت ضخمة . وكان عطاء لا يرى بأسا أن يستريح بينهما ، ولا يصح قياسه على الطواف ; لأن الطواف يتعلق بالبيت ، وهو صلاة تشترط له الطهارة والستارة ، فاشترطت له الموالاة ، بخلاف السعي .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية