الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2500 ) فصل : وإذا فسخ الحج إلى العمرة ، صار متمتعا ، حكمه حكم المتمتعين في وجوب الدم وغيره . وقال القاضي : لا يجب الدم ; لأن من شرط وجوبه أن ينوي في ابتداء العمرة ، أو في أثنائها ، أنه متمتع . وهذه دعوى لا دليل عليها ، تخالف عموم الكتاب وصريح السنة الثابتة ، فإن الله تعالى قال : { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي } .

                                                                                                                                            وفي حديث ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من لم يكن منكم أهدى ، فليطف بالبيت ، وبالصفا والمروة ، وليقصر ، وليحل ، ثم ليهل بالحج وليهد ، ومن لم يجد هديا ، فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله } . متفق عليه . ولأن وجوب الدم في المتعة للترفه بسقوط أحد السفرين ، وهذا المعنى لا يختلف بالنية وعدمها ، فوجب أن لا يختلف وجوب الدم ، على أنه لو ثبت أن النية شرط ، فقد وجدت ، فإنه ما حل حتى نوى أنه يحل ، ثم يحرم بالحج .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية