ثم قال تعالى في آل بني إسرائيل:
nindex.php?page=treesubj&link=30550_33679_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا .
أي بعد أن نجاهم من
فرعون إذ خرجوا من البحر ناجين، وغرق هو وجيشه الذي يسيطر به، ويقول لقومه بقوته:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38ما علمت لكم من إله غيري مغترا باغترارهم، ومستقويا بضلالهم، يقول قلنا لهم بلسان الحال والواقع من بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104اسكنوا الأرض والأرض هنا أهي أرض
مصر، ومن يحكمهم
فرعون بعد أن زال هو وجنوده، وصاروا عبرة للمعتبرين أم هو جنس الأرض؟
إننا نميل إلى أرض
مصر، لعلهم دخلوها مستباحة لهم ثم عادوا طالبين الأرض؛ لأن ظاهر الآيات في سورة القصص يفيد ذلك، إذ يقول الله تعالى:
[ ص: 4472 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وهذا الفساد لبني إسرائيل وأهل
مصر وملأ
فرعون، والخلق أجمعين لأمد محدود، وهو يوم الآخرة، ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104فإذا جاء وعد الآخرة وهو الميعاد الذي تنتهي به هذه الدنيا، ويجيء وعد الحياة الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104جئنا بكم لفيفا أي مختلطين من أشتات شتى سود وبيض وصفر وحمر، وحاكم ومحكوم، وطاغ وعادل، فاللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى، أي يجيء الأذلاء والطلقاء، والأعزاء والكرماء، وكل يقوم في مقام، ويحاسبون بميزان الحق الذي لا شطط فيه، ولا نقص ولا بخس، فأما من كان قد جاء بالخير فله الحسنى، وأما من جاء بالأخرى فله عذاب مقيم.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِي آلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ:
nindex.php?page=treesubj&link=30550_33679_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا .
أَيْ بَعْدَ أَنْ نَجَّاهُمْ مِنْ
فِرْعَوْنَ إِذْ خَرَجُوا مِنَ الْبَحْرِ نَاجِينَ، وَغَرِقَ هُوَ وَجَيْشُهُ الَّذِي يُسَيْطِرُ بِهِ، وَيَقُولُ لِقَوْمِهِ بِقُوَّتِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي مُغْتَرًّا بِاغْتِرَارِهِمْ، وَمُسْتَقْوِيًا بِضَلَالِهِمْ، يَقُولُ قُلْنَا لَهُمْ بِلِسَانِ الْحَالِ وَالْوَاقِعِ مِنْ بَعْدِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104اسْكُنُوا الأَرْضَ وَالْأَرْضُ هُنَا أَهِيَ أَرْضُ
مِصْرَ، وَمَنْ يَحْكُمُهُمْ
فِرْعَوْنُ بَعْدَ أَنْ زَالَ هُوَ وَجُنُودُهُ، وَصَارُوا عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ أَمْ هُوَ جِنْسُ الْأَرْضِ؟
إِنَّنَا نَمِيلُ إِلَى أَرْضِ
مِصْرَ، لَعَلَّهُمْ دَخَلُوهَا مُسْتَبَاحَةً لَهُمْ ثُمَّ عَادُوا طَالِبِينَ الْأَرْضَ؛ لِأَنَّ ظَاهِرَ الْآيَاتِ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ يُفِيدُ ذَلِكَ، إِذْ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
[ ص: 4472 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَهَذَا الْفَسَادُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَهْلِ
مِصْرَ وَمَلَأِ
فِرْعَوْنَ، وَالْخَلْقِ أَجْمَعِينَ لِأَمَدٍ مَحْدُودٍ، وَهُوَ يَوْمُ الْآخِرَةِ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ وَهُوَ الْمِيعَادُ الَّذِي تَنْتَهِي بِهِ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَيَجِيءُ وَعْدُ الْحَيَاةِ الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا أَيْ مُخْتَلِطِينَ مِنْ أَشْتَاتٍ شَتَّى سُودٍ وَبِيضٍ وَصُفْرٍ وَحُمْرٍ، وَحَاكِمٍ وَمَحْكُومٍ، وَطَاغٍ وَعَادِلٍ، فَاللَّفِيفُ مَا اجْتَمَعَ مِنَ النَّاسِ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى، أَيْ يَجِيءُ الْأَذِلَّاءُ وَالطُّلَقَاءُ، وَالْأَعِزَّاءُ وَالْكُرَمَاءُ، وَكُلٌّ يَقُومُ فِي مَقَامٍ، وَيُحَاسَبُونَ بِمِيزَانِ الْحَقِّ الَّذِي لَا شَطَطَ فِيهِ، وَلَا نَقْصَ وَلَا بَخْسَ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ قَدْ جَاءَ بِالْخَيْرِ فَلَهُ الْحُسْنَى، وَأَمَّا مَنْ جَاءَ بِالْأُخْرَى فَلَهُ عَذَابٌ مُقِيمٌ.