الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قال رب بما أنعمت علي الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال : معينا للمجرمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال : لن أعين بعدها ظالما على فجره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، أنه سأل عطاء بن أبي رباح عن أخ له كاتب ليس يلي من أمور [ ص: 440 ] السلطان شيئا إلا أنه يكتب لهم بقلم ما يدخل وما يخرج، فإن ترك قلمه صار عليه دين واحتاج، وإن أخذ به كان له فيه غنى . قال : يكتب لمن؟ قال : لخالد بن عبد الله القسري . قال : ألم تسمع إلى ما قال العبد الصالح : رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ؟ فلا يهتم بشيء وليرم بقلمه، فإن الله سيأتيه برزق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حنظلة جابر بن حنظلة الضبي الكاتب قال : قال رجل لعامر : يا أبا عمرو إني رجل كاتب، أكتب ما يدخل وما يخرج، آخذ رزقا أستغني به أنا وعيالي . قال : فلعلك تكتب في دم يسفك؟ قال : لا . قال : فلعلك تكتب في مال يؤخذ؟ قال : لا . قال : فلعلك تكتب في دار تهدم؟ قال : لا . قال : أسمعت بما قال موسى : رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ؟ قال : قال : أبلغت إلي يا أبا عمرو، والله لا أخط لهم بقلم أبدا . قال : والله لا يدعك الله بغير رزق أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن أبي بردة قال : صليت إلى جنب ابن عمر العصر، فسمعته يقول في ركوعه : رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 441 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن سلمة بن نبيط قال : بعث عبد الرحمن بن مسلم إلى الضحاك فقال : اذهب بعطاء أهل بخارى، فأعطهم . فقال : أعفني . فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه، فقال له بعض أصحابه : ما عليك أن تذهب فتعطيهم وأنت لا ترزؤهم شيئا؟ فقال : لا أحب أن أعين الظلمة على شيء من أمرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية