الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم وصل بذلك الدليل على نسبته - سبحانه - لهم إلى الجهل؛ الذي كان نتيجة قولهم هذا؛ فقال (تعالى): انظر ؛ ولما كان أمرهم مما يزيد العجب منه؛ وتتوفر الدواعي على السؤال عنه؛ قال (تعالى): كيف ضربوا ؛ أي: هؤلاء الضلال؛ لك الأمثال ؛ التي هي أبعد شيء عن صفتك؛ من قولهم: ساحر؛ وشاعر؛ ومجنون؛ ونحوه؛ فضلوا ؛ عن الحق في جميع ذلك؛ فلا ؛ أي: فتسبب عن ضلالهم أنهم لا يستطيعون سبيلا ؛ أي: يسلكون فيه؛ إلى إصابة المحن [ ص: 438 ] في مثل؛ أو إحكام الأمر في عمل؛ وهذا بعد أن نهاهم الله بقوله (تعالى): فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ؛ فكأن هذا أول دليل على ما وصفناهم به من عدم الفهم؛ والسمع؛ فضلا عن أن يكون لهم إلى مقاومة هذا القرآن - الذي يدعون أنه قول البشر - سبيل؛ أو يغبروا في وجهه بشبهة؛ فضلا عن دليل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية