الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم استأنف جازما بقوله: يوم ؛ أي: يكون ذلك يوم يدعوكم ؛ أي: يناديكم المنادي من قبله؛ بالنفخة؛ أو بغيرها؛ كأن يقول: يا أهل القبور؛ قوموا إلى الجزاء؛ أو نحو ذلك؛ فتستجيبون ؛ أي: توافقون الداعي؛ فتفعلون ما أراد بدعائه؛ وتطلبون إجابته؛ وتوجدونها؛ أو استعار الدعاء؛ والاستجابة؛ للبعث؛ والانبعاث؛ تنبيها على سرعتهما؛ وتيسر أمرهما؛ أو أن القصد بهما الإحضار للحساب؛ بحمده ؛ أي: بإحاطته - سبحانه - بكل شيء؛ قدرة؛ وعلما؛ من غير تخلف أصلا؛ بل لغاية الإذعان؛ كما يرشد إليه صيغة "استفعل"؛ وأنتم مع سرعة الإجابة تحمدون الله (تعالى)؛ أي: تثبتون له صفة الكمال؛ وتظنون ؛ مع استجابتكم؛ وطول لبثكم؛ إن ؛ أي: ما؛ لبثتم ؛ ميتين؛ إلا قليلا ؛ لشدة ما ترون من الأهوال التي أحاطت بكم؛ [ ص: 441 ] والتي تستقبلكم؛ أو جهلا منكم بحقائق الأمور؛ كما هي حالكم اليوم؛ كما ترون من جدة خلقكم؛ وعدم تغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية